فضفضة وتحليل : Trails into Reverie “حرق”
تحذير قبل الدخول في صلب الموضوع؛ هذه المقالة تحتوي على حرق لجميع أجزاء السلسلة “من سكاي إلى هاجيماري” وسأتحدث بكل أريحية دون إعتبار لنقاط الحرق لذلك في حال لم تنتهي منها أنصحك بالخروج فورًا والعودة لاحقًا.. إن اردت ذلك، جديرًا بالذكر أنها ليست مراجعة كما هو واضح في العنوان، يمكنكم إعتبارها أنه مجرّد سوالف و “فضفضة” بسيطة من شخص يرغب في مشاركة تجربته ومافي داخله تجاه بعض جزئياتها، وبالطبع لا يمكنني تغطية كل شيء في اللعبة والقصة، سأتجاهل بعض النقاط الذي لا أرى حاجة لذكرها أو ليست مهمة بقدر غيرها، هناك نقاط مهمة قد أتجاهلها لكن أعتذر مُقدمًا.. فـ لا أريد أن أجعل من هذه المقالة أطول من ماهي عليه الآن، لذلك لن أتحدث نهائيًا عن اسلوب اللعب أو اي شي يخص الريفيري، سأصب تركيزي كاملاً على القصة فقط وبعض أجزائها بشكل مفصّل “تقريبًا” في محاولة تحليل بسيط لبعض جوانبها مع ذكر بعض الأحداث التي أتوقع حدوثها مُستقبلاً نظرًا لما رأيته في القصة، ومُعظم ما سيتم ذكره في هذه المقالة مجرّد توقعات واستنتاجات وتحليل شخصي، وبنسبة كبيرة لا تكون صحيحة ومجرّد هبد وإفراط في التفكير، لكن لما لا؟ لا مانع من مشاركة نظرتي الخاصة في بعض الأمور التي حاولت تفسيرها وربطها مع بعضها حتى ولو كانت خاطئة، محاولة ربط الأمور ببعضها ممتعة، لا يهم هل كانت الإجابة صحيحة أم لا. لكن من يعلم؟ ربما تحوي شيئًا من الصحة.. سنرى ذلك في الأجزاء القادمة، وأتمنى عدم الحرق والتلميح بأي شكل من أشكال تجاه نظرياتي سواءً كانت صحيحة أو خاطئة. جديرًا بالذكر أن توقعاتي ليست بالضرورة متعلّقة في كورو، بل في سنوات القصة القادمة وهذا قد يعني أجزاء مستقبلية للسلسلة.
تحذير مجددًا ! ! ! : المقالة تحتوي على حرق كامل لأجزاء السلسلة من سكاي إلى هاجيماري !!!
بعد رحلة طويلة أستمرّت 9 أجزاء.. ها نحن نصل إلى نقطة محورية في السلسلة ونسدل الستار عن المرحلة الأولى مع هاجيماري التي كانت جسرًا يمهّد للمرحلة الثانية بطريقة مثالية، وتُغلق من خلالها حكاية أبطالنا في غرب زيموريا إستعدادًا لفجرٍ جديد على وشك البزوغ في القارة مع دخلونا إلى شرقها، نهاية مرحلة.. وبداية لأخرى، هذا ما تمهّد له هاجيماري، مرحلة قد تبدأ في وضع النقاط على الحروف وفك الكثير من خيوط القصة وأسرارها.
جاءت هاجيماري لتُخبرك أن رحلتك الطويلة في السلسلة لم تذهب هباء حتى مع تفاوت بعض لحظاتها، جاءت لتُخبرك أنه نهايتها مُستحقة حتمًا لذاك الوقت الضائع، جاءت لتُجني ثمار ما زُرِعَ وتُشعرك بحجم وقيمة بناء السلسلة بأبهى صورة، جاءت لتُزيد لمعان حبكتها وشخصياتها وترابط كلّ منهما إلى جانب عالمها، وأخيرًا.. جاءت لتؤكد مرة أخرى أن السلسلة لا يوجد لها مثيل أبدًا.. هذه الرسالة الأولى لهاجيماري، تريلز سلسلة مميّزة بذاتها ولا يمكنها مقارعة إلا نفسها، لن تجد سلسلة طويلة، مُتماسكة، مُترابطة، مُستمرة، بحجم وصلابة بناء تريلز لأحداثها وشخصياتها وعالمها وترابط حكايتها، تشعر وكأنها حياة أخرى.. نرى العالم من حولنا يتغير ويتطور ويتأثر بما يحدث، نرى شخصياتنا المفضّلة تكبر إلى جانبنا، نرى رحلة حياتهم منذ بدايتها وكيف تؤثر الأحداث على مشاعرهم وتتشكّل شخصياتهم من خلالها، نراهم يتعلمون من أخطائهم، يتخذون خطوات وقرارات جديدة في حياتهم، نراهم يتغلبون على صراعاتهم ومشاكلهم، نرى علاقاتهم مع بعضهم وكيف بدأت صغيرة للغاية وبُنيت خلال السنوات، في بعض الأحيان.. نشعر أن الروابط التي بيننا وبينهم واقعية، حتى أصبح من الصعب علينا وداعهم، هاجيماري تعكس كل ذلك ببراعة. هي تجربة تريلز المثالية التي تجمع كل نقاط القوة للسلسلة. حتى ولو كان هناك لحظات في السلسلة ينخفض فيها المستوى، لكنك تعلم أن القادم لن يخذلك، وتعلم أن بإمكانك لمس تأثير كل لحظة لاحقًا بالشكل المطلوب، هذه هي تريلز، أخبرني الآن.. هل يمكنك أن ترى كل ذلك في سلسلة أخرى؟ مقارنتها مع سلسلة أخرى في تلك الجوانب تعد جريمة لا تُغتفر.. نعم لا مجال للآراء، يجب على الجميع أن يتقبّل هذه الحقيقة.
أشعر أنهم عندما كانوا يعملون على هاجيماري، لم يكن في مخيلتهم سوى شي واحد فقط وهو “كيف نعمل خاتمة مُتكاملة؟” وكان لهم ما أرادوا، إبداع مُنقطع النظير ومجهود كتابي مُذهل في قصة كان عنوانها هو الحب والإخلاص، قصة سُردت بحب، وصُنعت بشغف وإخلاص للسلسلة ولكل ما أحببناه فيها، وتوَّجت المرحلة الأولى بختامية تُدرَّس.. تُدرَّس فعلاً! هكذا تُنهى الحكايات الطويلة وإلا فلا! قصة محبوكة بعناية فائقة ورفعت معايير الكتابة والسرد في السلسلة، ويمكن القول بكل ثقة أنها أفضل قصة في السلسلة لحد الآن، أحداثها وتقلباتها جنونية ومُذهلة وذات وزن قصصي ثقيل في قالب من التشويق والإثارة والغموض، تم سردها بوتيرة تصاعدية مُثيرة دون تذبذب في المستوى، وكلما عثرت على إجابة لأحد تساؤلاتك.. تأتي عشرات من التساؤلات خلفها، ويزداد بريقها كلما تقدّمت حتى تصل إلى أقصى ذروتها. هذه هي هاجيماري.. هي عنوان للتميّز والإبداع في جميع عناصرها، أنا مُعجب حقًا بما آلت إليه الأمور في القصة وكيف تعامل الكتّاب معها، حيث يكتمل تميّزها في عبقرية تعاملهم مع الشخصيات والقصة ككُل بقرارات مميّزة وأفكار إبداعية نثرت بسحرها لتوُكد روعة هاجيماري، وعلى أمل أن يستمر هذا المستوى في الأجزاء القادمة. وفي حين أن القصة مبنية حتى تكون خاتمة لما سبق، لكنها أيضًا تبني للقادم بطريقة رائعة وتوازن بين البناء والإنهاء، حيث وضعت رؤوس الأقلام وقامت ببناء الأعمدة، ومهّدت بشكل مُبهر ومشوّق لمُستقبل السلسلة و الأرك القادم، يا لبراعة الكتّاب في ما صنعوا.
هاجيماري عبارة عن كتلة من المشاعر الفيّاضة، رحلة آسرة مليئة بالمشاعر.. مليئة بمشاعر لا يمكن وصفها بمجرّد كلمات، باستطاعة أحداثها مُلامسة قلبك بسهولة في أصغر تفاصيلها إلى أكبرها، وهذا يعود إلى قوة بناء السلسلة خلال الأجزاء الماضية وبراعة استغلاله في سياق القصة لصنع العديد من اللحظات الشاعرية بين الشخصيات سواءً كانت مُبهجة أو مُحزنة، لحظات رائعة حتى مع بساطتها؛ جعلتني أستشعر دفء العلاقات والروابط بين الشخصيات التي بُنيت طيلة أجزاء السلسلة، ولم يبخل الكتّاب أبدًا في تقديم تلك اللحظات، في كل حدث.. في كل حوار.. في كل حرف يُنطق.. في كل زاوية ستجد تأثير الأجزاء الماضية مع لمسة عاطفية ساحرة تركت أثر لا يُنسى في ذاكرتي، لا أذكر عدد المرات التي ذرفت فيها دموعي حتى مع بساطة المشاهد، إذ أن تأثيرها ثقيل للغاية خاصة عندما تبدأ تسترجع ذكرياتك مع السلسلة والشخصيات وتتذكر كيف كانت أوضاعهم وكيف أصبحت الآن، هذه هي قوة هاجيماري الحقيقية.
من سيلعب دور البطولة؟ رين أم لويد؟ أم نرى إيستل مرة أخرى؟ أم بطل جديد؟ فضول قاتل وتساؤلات لا تعد ولا تُحصى كانت تدور في رأسي قبل دخولي على هاجيماري، لحسن الحظ أني لم أكن أعلم أي شيء عن هاجيماري إطلاقًا، وغلاف اللعبة لا يمنح أي معلومة عن الشخصيات الرئيسية، لذلك عندما انتهيت من رواية Three & Nine أصبحت متقينًا أن الرواية تمهّد لأبطال جدد في السلسلة وهم ناديا وسوين وكنت مُتشوقًا للغاية، لكن تفاجئت عند رؤيتي لشخصيات الـ SSS في الشاشة الرئيسية وقلت في نفسي؛ ربما كنت مخطئًا.. لويد سيعود بطلاً مرة أخرى، واستبعدت فكرة ناديا وسوين أبطالاً، وماذا حصل بعدها؟ تفاجئت أيضًا عندما رأيت رين وبطل ثالث مازال مجهولاً! لحظة الإنبهار كانت رائعة ولا توصف، ثلاثة أبطال؟! وبديهيًا؛ عند رؤية بطل ثالث يتبادر في أذهاننا بشكل تلقائي أنها إيستل وهذا ماحصل لي، لكن تفاجئت مرة أخرى عندما رأيت ناديا وسوين في بداية المسار الثالث مع أني استبعدتهم، وتفاجئت مجددًا عندما علمت أن البطل الفعلي في المسار الثالث هو شخص مجهول الهوية، كان الأمر رائعًا ومُثيرًا للغاية أن تلعب شخصية مجهولة دور البطولة، وأخيرًا كانت المفاجئة الكُبرى عندما تم الكشف عن هوية البطل الثالث.. روفوس؟ روفوس بطلاً من بين جميع الشخصيات؟ أصبحت صامتًا تمامًا من هول ما أراه.. مفاجأة تليها أخرى، مررت في تجربة مُثيرة ومُتقلّبة مع فكرة المسارات وحزين أن الكثير لم تحصل له الفرصة في الحصول على التجربة ذاتها بسبب إدراكهم بفكرة تعدد الأبطال مُسبقًا.
تلك المسارات كانت حجرًا أساسيًا وأقوى أركان اللعبة وأكثرها تأثيرًا على عناصرها، والأمر لا يتعلّق بالفكرة وحدها؛ بل في إتقان تطبيقها وتوظيفها بأسلوب مثالي يستحق الإشادة، فـ لا جدوى من فكرة لا يتم ترجمتها بالشكل المطلوب. من كان يعتقد أننا سنلعب بثلاثة أبطال في ثلاث مسارات؟ يا لروعة الفكرة.. ويا لبراعة تطبيقها! فكرة مدروسة أبدعوا في توظيفها واستغلالها بشكل مُبهر حتى وصل بها الأمر لحمل اللعبة بأكملها على عاتقها، هي المحرّك الأول للقصة وسبب قوتها وإظهارها بهذا الشكل المميّز، ومن خلالها حصلنا على خاتمة رائعة تليق في حجم السلسلة وبناء الأجزاء الماضية، نعم روعة هاجيماري وقصتها وخاتمتها مُرتبطة إرتباط وثيق في المسارات وما كان ذلك ليحصل لولاها. قد يتساءل البعض.. ما علاقة الخاتمة في المسارات؟ دعوني أطرح سؤالاً قبل الإجابة؛ ما هي الفكرة من هاجيماري؟ نعم، الفكرة هي إغلاق المرحلة الأولى وأن تكون خاتمة لرحلة كروسبيل وكولد ستيل في الوقت ذاته، إذن تخيل أن القصة مثل الأجزاء السابقة.. لها مسار واحد، بطل واحد، مكان واحد، على من سيتم تسليط الضوء.. رين أم لويد؟ كروسبيل أم ايروبونيا؟ الفصل السابع أم SSS؟ التركيز على كليهما في قصة ذات مسار واحد مع هذا العدد المهول من الشخصيات قد يؤدي إلى قصة فوضوية ومشتتة للغاية، بل حتى وإن استطاعوا بطريقة ما.. من الصعب حقًا أن تفعل ذلك في مدّة وجيزة دون تقصير وإجحاف في حق الآخر.
لذا هنا يأتي الدور الأهم للمسارات، بفضلها رأينا القصة من زوايا متعددة، في أماكن مُختلفة ومتنوعة مابين كروسبيل وايروبونيا، فتارة تشعر في أجواء أرك كولد ستيل مع رين.. وتارة أخرى في أجواء أرك كروسبيل مع لويد، وكأنها لعبتين في لعبة واحدة بأسلوب ممتع. واستطاع الكتّاب التركيز على أبطالنا الثلاثة بشكل متوازن لبناء حبكة القصة، إذ أن كل مسار يصب تركيزه على صراعاتهم النفسية التي تشكّلت من خلال تبعات ما مضى ويقوم بتصويرها ببراعة، وتناولتها القصة بطرح رائع وزاوية أوسع وأكثر تفصيلاً وتتعمّق بشكل كبير في شخصياتهم وتغوص في أعماقهم لإضفاء عمق وأبعاد أخرى لم يسبق لنا رؤيتها، تعامل القصة مع أبطالنا الثلاثة مثاليًا. أنهم في مواجهة مع أنفسهم قبل غيرهم، شخصياتهم متأثرة بماضيها، ماضية في رحلة لتجاوز تلك الصراعات والعقبات التي تشكّل حاجزًا يمنعها من التقدم واتخاذ خطوة للأمام، ونرى تلك الرحلة من منظور كلّ منهم في قصة تم بنائها بطريقة ذكية لتجمع كل صراعاتهم في قصة واحدة حتى على الرغم مع إختلاف ماضيهم والظروف المُحيطة من حولهم وأهدافهم الشخصية، وسرعان ما تتقاطع بهم الطرق وتُربط أحداث مساراتهم بتدرّج رائع وأسلوب تصاعدي مُذهل وطريقة عبقرية، إذ أن كل مسار يبني جانب معيّن من القصة وموضوعاتها، ويضع أسس منطقية تمهيدًا للحظة لقائهم في التوقيت المناسب، وقد أبدعوا الكتّاب في ذلك.
كذلك عندما نتحدث عن الشخصيات المُرافقة لأبطالنا في المسارات، نظرًا لعدد الشخصيات المهول؛ حرصت اللعبة دائمًا على تغيير الشخصيات المُرافقة في كل مسار بطريقة رائعة ومتنوعة، أحببت تلك الحركة كثيرًا، كل مسار نجد شخصيات مُختلفة أو شخصيات إضافية، شخصيات تُغادر، شخصيات تحضر وهكذا، بتلك الطريقة جميع الشخصيات وضعوا بصمتهم في الرحلة وكان لهم حضور لطيف وخفيف وصنعوًا فارقًا في القصة، دون مُبالغة أو تقصير، في أدوار كافية ومناسبة لشخصياتهم. والأروع من ذلك أن اللعبة في كثير من الأحيان تفاجئنا بمزيج غير مُتوقع للشخصيات المُرافقة، على سبيل المثال؛ نرى أعضاء من الـ SSS مع شخصيات ليبرل وايروبونيا، أو نرى آريوس مع دوفالي وريني وروفوس، مزيج رائع للغاية، التفاعلات والحوارات التي تحصل بين شخصيات من أركات مُختلفة دائمًا جذابة وممتعة جدًا ومُتناغمة بشكل غريب وغير مُتوقع ولها جو مميّز. كذلك أنا سعيد جدًا لأن شخصيات الـ NPC لم يتم إهمالهم وقد تجدهم بشكل عشوائي في المدن خلال الاستكشاف وسير القصة، ومازالت حواراتهم وقصصهم ممتعة كما كانت.
والأمر يصل إلى شخصيات نكاد ننسى وجودها مثل ديتر وغارسيا وغريموود، عندما تسألني سابقًا إن كنت أرغب في عودتهم مجددًا سأجيبك بـ “قطعًا لا!” تم إغلاق قصصهم مع نهاية أزور ولا فائدة تُذكر من عودتهم مرة أخرى، خاصة غريموود؛ شخصية هزيلة وبقعة سوداء في ازور وأفسدت جزء كبير روعة القصة ونهايتها ولم تُساعد في إضافة أي شيء إطلاقًا للنهاية، لذلك بالطبع لا أريد رؤيته مرة أخرى، بل أريد أن أنسى وجوده تمامًا. لكن يالها من مفاجأة! هناك قصص عديدة تُعيد ظهور شخصيات انتهى دورها في القصة اما لهدف فان سيرفس أو لكون الشخصية مشهورة وما إلى ذلك، ودائمًا تكون العودة بلا معنى وتسليكية، لذلك كنت أخشى أن هاجيماري تقع في تلك، لكن نحن نتحدث عن هاجيماري! احضروهم مجددًا في مُحيط موفّق وأدوار منطقية ومعقولة وتعاملوا مع عودتهم بطريقة ذكية، خاصة غريموود، عودته لم تكن مجرّد عودة بلا معنى، بشكل غير متوقع.. وجوده يخدم القصة بشكل كبير وكان يقف خلف جوهر القصة بأكملها حتى مع قلة ظهوره، أخيرًا ظهر بفائدة! جعلوني أعيد النظر بشأنه مجددًا وأصبحت راضي تمامًا عن عودته التي كانت أشبه بإصلاح ما أفسدته نهاية أزور ولا أمانع أن أراه مرة أخرى مُستقبلاً، من كان يتخيل أن ذلك سيحصل؟
ولم يكن لهذا أن يحصل لولا الإتقان في تصميم المسارات وترتيب أحداث القصة وتوزيعها على المسارات بأسلوب منظّم للغاية، الأمر الذي جعل من سرد القصة وتسلسل أحداثها وطريقة سيرها سلسة وفريدة ومُختلفة عن المُعتاد، في السابق تشعر أن بعض الأجزاء “خاصة أجزاء كولد ستيل” تسير على قالب واحد وبات رتمها واضحًا نوعًا ما، لا أرى أنها سلبية بالضرورة لكن من الرائع حقًا أن نحصل على طريقة سرد مُبتكرة في السلسلة بين حين وآخر لانعاشها وتجنّب الوقوع في التكرار. في الأجزاء الماضية ينتهي الفصل غالبًا بنهاية جزئية معيّنة، لذلك في كثير من الأحيان يمكنك معرفة أين ستتوقف الأحداث ومتى سينتهي الفصل ومتى تصل الأحداث إلى ذروتها، لكن في هاجيماري.. تنتهي المسارات والفصول في لحظات صادمة وغير مُتوقعة وتترك خلفها جبال من التساؤلات لتزيد القصة تشويقًا، لا يمكنك معرفة إلى أين تتجه الأحداث وكيف تسير إطلاقًا! في اللحظة التي تظن فيها أنك حصلت أخيرًا على إجابة لأحد تساؤلاتك.. تحصل تقلبات مفاجئة وأحداث ملتوية تظهر من العدم وتقوم بتعقيد خيوط القصة بشكل أكبر، لا يمكنني أن أنسى كيف بدأ مسار رين وكيف سارت الأمور وانتهت بطريقة جنونية لا تخطر على البال، أحببت كيف أن التساؤلات التي يتم طرحها قد تحصل على جوابها لاحقًا في مسارات أخرى، إذ أن المسارات مصممة بشكل رائع لتُكمّل بعضها بكل سلاسة، وُتجيب بعضها عن تساؤلات المسارات الأخرى، وبالمقابل تطرح تساؤلات جديدة أيضًا، لذلك برأيي؛ لا يوجد مسار أفضل من الآخر، كل المسارات رائعة وتتميّز عن الأخرى بطريقتها الخاصة مع أني أميل قليلاً لمسار لويد.
عتبي الوحيد يقع في تهميش بعض الشخصيات.. أين كيڤن؟ لماذا يتم التعامل معه بتلك الطريقة المؤسفة؟ هل يُدرك الأستوديو أنه كان بطلاً يوما ما وضمن أحد أفضل الشخصيات في السلسلة؟ كنت أحاول التبرير في عدم ظهوره أنه ربما يكون لشيء يتعلّق في القصة وأحداث مُستقبلية وما إلى ذلك، لكنه ظهر في نهاية هاجيماري ولكن بالأسم فقط! ما الفائدة من ذلك؟ هل يعتقد الأستوديو أن بتلك الطريقة يبعده من خانة التهميش؟ لا يوجد أي مبرر لعدم ظهوره، حتى أنا كدت أنسى أنه كان بطلاً عندما اردت ترتيب أبطال السلسلة بسبب معاملتهم له، تشعر وكأن الأستوديو تورط به ولم يعد يريده، وفي الوقت نفسه لا يريد التخلص منه بشكل نهائي. صدقًا لو تم قتله أفضل من أن يُعامل بتلك الطريقة! يجب على الأستوديو تعويض ذلك في كورو أو مُستقبلاً في عودة تليق به.
كذلك هارولد وعائلته، لم يروق لي أبدًا أنهم أصبحوا مجرّد شخصيات NPC عابرة بلا هوية وبدون أي لمسة تُذكر في اللعبة ولا حتى المهمات الجانبية من بعد ارك كروسبيل، بل حتى شخصيات الـ NPC الأخرى حصلوا على إهتمام أكبر من ناحية حواراتهم وظهورهم، من الخطأ أن يتم التعامل معهم بتلك الطريقة نظرًا للروابط الذي يحملونها بشكل مُباشر مع أحد الشخصيات الرئيسية، أنا لا أطلب أن يكون لهم دورًا مُباشرًا في القصة، لكن لماذا لا يتم التعامل معهم مثل الـ NPC الآخرين في حواراتهم وظهورهم ومهماتهم الجانبية؟ حتى أنهم ليسوا متواجدين في الـ Note Book، أتمنى أن يحصلوا على اهتمام أكبر مُستقبلاً.
ولا يمكنني إخفاء أن جانب مني كان يرغب في رؤية إيستل أحد الأبطال الثلاثة كونها شخصيتي المفضّلة في السلسلة، حيث كنت مُنزعجًا للغاية “في البداية” لأنها لم تحصل على حصة كافية في القصة مثل رين ولويد، وأعتقد أن أي مُحب لإيستل يرغب في رؤيتها بطلة مجددًا وكان مُنزعجًا لأن ذلك لم يحصل، لكن أصبحت مُتفهمًا عند تقدمي في القصة، دعونا نتحدّث بمنطقية بعيدًا عن العاطفة وبعيدًا عن ما نُحب رأيته، الكثير يُخطئ ويظن أن هاجيماري وجدت لإغلاق جميع الأجزاء الماضية، لكن في نظري هذا ليس صحيح.. بل كانت الغاية منها إغلاق كروسبيل وكولد ستيل فقط وإنهاء صراعات أبطالنا الثلاثة والجوانب التي لم تُغلق في قصتهم إستعدادًا للمرحلة القادمة، أرى أن ثلاثية سكاي وشخصياتها قد حصلوا على ختامية مثالية بالفعل مع نهاية سكاي 3 ولا يوجد شيء لم يتم إغلاقه من خلالها، إذن لماذا نرى إيستل بطلة مجددًا؟ ما الهدف؟ هل مازالت تملك صراعات داخلية وأمور لم يتم حلها مثل باقي الأبطال؟ هل مازال هناك جوانب لم تُغلق في قصة سكاي؟ كلا، لذلك لا أظن إدراج إيستل كـ أحد الأبطال فكرة صائبة أبدًا، بل إن حصل ذلك ربما يتم افساد روعة نهاية سكاي 3.
أود التطرّق قليلاً وأتحدث عن كل بطل، بدايةٌ مع النجم اللامع في سماء هاجيماري، ومن غير روفوس؟ ولكن قبل أن أبدا؛ رأيت كثير من الناس تخلط ما بين كره الشخصية لذاتها وقبح أفعالها، وبين كره الشخصية لسوء كتابتها وإنعدام منطقية تلك الأفعال، رأيت ذلك يحصل كثيرًا مع روفوس، وعندما حاولت معرفة أسباب من يتحدث بسوء عن شخصيته تجاه من يثني على كتابته، كانت المفاجأة أن مُعظم أسباب الكره ناتجة بسبب أفعاله، يقولون فعل كذا وكذا “مثل قتل آريانرود” كيف لنا أن نحبه؟! نعم ليست بالضرورة ولكن أرى أن شعور الكره هو دليل على جودة كتابته في دوره كـ غريم، ماهو دور الغريم في القصة إن لم يجعلك تبغضه بسبب خبث ما يفعل؟ هل تريده أن يُعانق البطل ويساعده حتى تقرّ في جودة شخصيته؟ شخصية الغريم الناجحة هو من ينجح الكاتب في جعل المُتلقي يتفاعل معها وفق ما يريد إيصاله من دورها في نطاق القصة من خلال كتابة أحداث منطقية تبيّن شر أفعالها وهذا ماحصل مع روفوس، لذا يمكنك أن تكرهه كيفما تشاء.. لكن لا يمكنك أن تُقلل من جودة كتابته أبدًا فقط بدافع كره أفعاله، روفوس حتى قبل هاجيماري كان واحدًا من أروع الشخصيات في السلسلة من ناحية الكتابة.
وها هو الآن يُثبت ذلك مجددًا في عودة صادمة ودور غير مُتوقع أبدًا، وحتى هذه اللحظة.. مازلت مذهول بما فعله الكتّاب في شخصيته وكيف تعاملوا معها لتحويلها من شخصية بغيضة.. إلى شخصية محبوبة باعجوبة، كتابة مُتكاملة لتطور مُذهل ولا يصدق! تعمقوا في شخصيته بطريقة إبداعية ورائعة. وفي الحقيقة أنا لست مُعجب في التطور الحاصل لشخصيته بقدر إعجابي في الدور الذي حصل عليه في القصة وكيف تطور من خلاله وتأثير مُحيطه ومن حوله وهنا تظهر براعة الكتّاب في حسن اختيارهم لدوره ووضعه في حيّز مُلائم لخلفيته وظروفه وصراعاته النفسية، وأعني بذلك لابيس تحديدًا والعلاقة التي تربطهما، حيث بدأت نقطة التحوّل عند روفوس لحظة لقائه في لابيس.. وبدأت تتشكّل الروابط بينهم حتى تكوّنت علاقة من أجمل العلاقات الأبوية التي رأيتها في حياتي، بل هي الأجمل قطعًا. علاقة لطيفة تأسر قلوب كل من يراها بسحرها، تقف خلفها غاية مُشتركة، تربطهم علاقة وطيدة من التفهّم والألفة، وتجمعهم لحظات وحوارات لطيفة.. لطيفة للغاية ولا تفشل في إدخال السرور إلى قلبي، ومن خلال رحلتهم بجانب بعضهم البعض رأينا جانب غير مألوف من روفوس ولم يسبق لنا رؤيته، روفوس يزداد شعوره بالتخبط والضياع، كارهًا لذاته المثقلة بهفوات الماضي وعثراتها، باحثًا عن سببًا ومعنى لوجوده، لذلك لم يكن يريد أي شي سوى إتمام مهمته ومن ثم الرحيل والابتعاد عن الأنظار، هذه كانت الخطة منذ البداية، لكن لابيس غيرت كل شيء وبعثرت أوراقه وقلبت مشاعره رأسًا على عقب، لم يكن روفوس يريد الرحيل أبدًا.. بل كان بحاجة إلى شخص يُعيده إلى رشده، ولابيس كانت القطعة المفقودة التي كان روفوس بحاجتها طوال هذا الوقت حتى يمضي قدمًا ويترك صفحات الماضي خلفه، نعم تلك الطفلة البريئة التي لا تعلم شي عن الحياة، استطاعت ملء الفراغ الذي في داخله وأن تُعيده إلى الطريق الصحيح بسحر شخصيتها، جعلته يتقبّل ذاته الماضية حتى ولو لم يكن باستطاعته التكفير، وضعت بصمتها في مشاعره، وتركت أثرًا حتى بدأ يرى نفسه من خلالها وكأنه ينظر إلى نفسه في المرآة، إذ أن كلاهما في رحلة بحث عن الذات وسببًا للوجود مع إختلاف نظرة كلّ منهما، وفي الوقت نفسه؛ لابيس كانت بحاجة إلى شخص يُعيد ثقتها في نفسها أيضًا وروفوس كان ذاك الشخص، لذلك تشعر أن كلاهما وجد ليكون مُنقذًا للآخر بطريقة جميلة جدًا، كيف لأحد أن يفضّل لويد وكيا على لابيس وروفوس؟ غير معقول..
يكتمل تألق روفوس ولابيس إلى جانب الثنائي ناديا وسوين، فـ على الرغم من فارق أعمارهم مقارنةٌ في روفوس وإختلاف شخصياتهم وخلفياتهم وحتى أفكارهم وتصرفاتهم، إلا أن اختلافهم هو ما يصنع منهم طاقم مميّز ومُتناغم بشكل مُثير للإعجاب، الروح التي لديهم رائعة، والجو الفريد من حولهم في مغامرتهم والمزيج الغريب لشخصياتهم جعلنا نرى مواقف ظريفة بينهم وممتعة للغاية ولا أمل من مشاهدتها خاصة تلك المواقف التي تحصل بين ناديا ولابيس، شخصية لابيس طفولية وبريئة، دائمًا تتساءل عن كل شي حولها بطريقة عفوية ولطيفة بسبب شخصياتها الفضولية، إذ أن كل شي يُثير إهتمامها خاصة عندما يتعلّق الأمر في العالم وحياة البشر، تستغل ناديا تلك البراءة بطريقة فكاهية ودائمًا ما نراها تحاول استفزازها واخافتها. أحببت طاقم روفوس كثيرًا خاصة لابيس، ورأيت نفسي متعلقًا بهم بسهولة على الرغم من الوقت القصير الذي قضيته معهم مقارنةٌ بالآخرين، وأرى أنه الوحيد الذي بإمكانه مُقراعة طاقم الـ SSS في السلسلة، على الأستوديو إنصاف روفوس ومن معه ومنحهم جزء خاص بهم كـ بقيّة الأبطال، بل أثبتوا أحقيتهم في ذلك، وشخصيًا أرى أن ظهورهم القادم قريب.. قريب جدًا، ولا أستبعد أن يحصل ذلك في كورو1 او 2، وقد نراهم أبطالاً مرة أخرى؟ من يعلم، سأتحدث عن الأسباب عندما أنتقل إلى فقرة التوقعات.
شخصيًا أرى أن مسار لويد هو الأهم من بين المسارات الأخرى، لذلك اختلف اختلاف شديد اللهجة مع كل من يقول أنه ممل وعبارة عن تكرار وما إلى ذلك بسبب دخول كروسبيل في صراع حول الإستقلال مجددًا، نعم السيناريو سبق لنا رأيته سابقًا، لكن الغاية تبرر الوسيلة، وتكرار السيناريو لا يعني بالضرورة نقطة سلبية إن تم تقديمه بنكهة مُختلفة، وأساسيات مُختلفة، وهذا ماحصل، عندما نراها من منظور وزاوية أخرى؛ نرى أن لها إيجابيات عديدة تصب في صالح التجربة تجعلنا نتغاضى بشكل كامل عن مسألة التكرار، والنقطة الأهم هو أنه قام بالتعويض عن نهاية أزور المُحبطة، حيث رأينا من خلاله نهاية تليق في طاقم الـ SSS ورحلتهم التي بدأت في جزء زيرو ولم تحصل على خاتمة وإنتهت بشكل مفاجئ وغريب، أتفهّم أن حكايتهم لم تنتهي بعد وقتها ولكن كان بإمكانهم إنهاء الأرك بطريقة أفضل من ذلك، سيأتي شخص ويخبرني أن الكتّاب كان بإمكانهم الإكتفاء بمشهد الإستقلال في البداية دون أن يجعلوها تخوض صراعًا آخر، نعم هذا صحيح، ولكن لماذا كان على كروسبيل أن تقع مجددًا في صراع الإستقلال؟ من وجهة نظري المُتواضعة.. أرى أن السبب يعود إلى تطبيق فكرة المسارات، إذ أن كروسبيل هي المحطة التي جمعت أبطالنا الثلاثة في قصة واحدة وتجعل أهدافهم مُشتركة، من الصعب أن نرى قصة تربط لويد بشكل مُباشر وتجعله بطلاً في مكان آخر غير كروسبيل، لذلك خوض صراعًا آخر كان ضروريًا. أضف إلى ذلك أن من خلال هذا الصراع رأينا نظرة واسعة عن أعضاء الـ SSS وبصورة تفصيلية رائعة تجسّد العبء الثقيل الذي يقف خلفهم، هل رأينا ذلك سابقًا؟ لا، يتعمق مسار لويد بشكل كبير في صراعاتهم النفسية تجاه أوضاع كروسبيل السياسية وما تمر به من وقت عصيب حول الإستقلال، والأهم تجاه نظرة الناس وآمالهم التي أصبحت شديدة وأكثر من أي وقت مضى.. وربما مُفرطة أحيانًا، حيث وضعوا آمالهم بأكملها على عاتقهم بطريقة أعمت بصيرتهم عن إدراك واقع ما حولهم، في الأوقات العصيبة تراهم يتمسكون بالأمل لثقتهم الكاملة في الـ SSS، أنهم رمز كروسبيل وأملها.. أبطالاً ومثالاً يُحتذى به الآن، وليسوا مجرّد نسخة تقليدية تسير في ظل البريسر كما كان في الماضي. طاقم شخصيات الـ SSS هو الأفضل لدي على الإطلاق وأقربهم إلى قلبي، لذا كانت صراعاتهم هي الأكثر تأثيرًا من بين الصراعات الأخرى ولها وزن ثقيل بكمية مشاعر مُتضاربة.
وعلى قدر ما تحمله تلك الآمال من مشاعر صادقة، طيبة، ناتجة من ثقة عمياء.. إلا أنها مُرهقة، موجعة، وبدأت تُثقل كاهلهم، فـ كم هي مؤلمة تلك اللحظات التي يُسلب فيها وطنهم من بين أيديهم مجددًا في اللحظة التي ظنوّا فيها أنهم حصلوا على استقلالهم بعد سنوات من المعاناة.. وتجد لويد والآخرين عاجزين تمامًا في الدفاع عن وطنهم وحماية الناس وحمل آمالهم رغم الثقة التي كانت على عاتقهم، كم هي مؤلمة حقًا أن تخذل من كان يراك بطلاً وأملاً وترى نفسك عاجزًا بلا حول ولا قوة، لويد والآخرين شعروا بأنهم خذلوا أنفسهم قبل غيرهم لعجزهم وضعفهم الذي ظهروا به أمام أعينهم، وكيف للسكان أن لا يشعروا بمرارة الخذلان؟ من يُعيد لهم آمالهم وأحلامهم عندما يسقط من كان أمان كروسبيل ورمزها؟ تبخّرت آمالهم وأحلامهم بأكملها في اللحظة التي سقط فيها لويد والآخرين. تصوير رائع حقًا لمكانة الـ SSS في كروسبيل.
عندما وقف لويد أمام ديتر.. كان مُستعدًا لتحمّل مسؤولية أفعاله وأدرك أن ذلك حتمًا ستأتي بنتيجة لا يُحمد عقباها، وأن السنوات القادمة لن تكون يسيرة أبدًا على كروسبيل وهذا ماحصل، لكنه كان عازمًا على إتخّاذ تلك الخطوة، ماضيًا في قراره، مُقرًا بصحّة ما فعل، ولكن.. هل ما فعلوه في السنوات الماضية لأجل كروسبيل كان صائبًا؟ هل كان يجب عليهم أن يتركوا ديتر؟ هل كانوا سببًا في سنواتها العصيبة؟ هل لويد جديرًا لأن يكون بطلاً لسكانها؟ هكذا بدأ يفكر في داخله عندما بدأ بعضهم بإلقاء اللوم عليهم في ما يحدث بحجّة أن كل ما حدث في السنوات الأخيرة بداية مع ضم كروسبيل إلى ايروبونيا هو تبعات القبض على ديتر وسقوطه، حيث كان عليهم تحمّل المسؤولية في قراراتهم والنظر إلى مصلحة كروسبيل وسكانها قبل مصلحتهم وماكان يجب عليهم أن يقبضوا على ديتر أبدًا، نعم حتى ولو لم يكونوا في كامل وعيهم.. لكن يمكنك لمس شيء من الصحّة في حديثهم وهذا ماشعر به لويد. أحببت كثيرًا المشاعر المتواجدة وكيف تم تقديمها، جعلتني أقرب لهم مما مضى وأكثر تفهمًا.
وأنا سعيد حقًا أن ثنائية راندي ولويد حصلت على التقدير مرة أخرى في تقديم تلك اللحظات التي نرى فيها مشاعر راندي الصريحة تجاه نفسه وماضيه ومن حوله، إذ أن في أوقات مثل هذه.. تظهر روعة ثنائية راندي ولويد في أبهى حلّتها، نعم أحب علاقة راندي مع باقي أعضاء الـ SSS، لكن مع لويد تحديدًا تشعر أن العلاقة أكبر من ذلك “أتمنى أن لا يفهمها أحد بطريقة خاطئة”، راندي هو الأخ الأكبر الذي يستند عليه لويد في الأوقات الحرجة، هو الشخص الذي أتى ليحل مكان قاي حيث يشعر لويد أنه مجرّد طفل صغير عندما يكون بجانبه، وكأن قاي عاد مجددًا مُتجسدًا على هيئة راندي، وفي تلك اللحظات التي نرى فيها راندي يائسًا وكارهًا لذاته، وتظهر تلك النظرة المتوحشة على وجهه، لويد هو أول من من يقف إلى جانبه ويُعيده إلى رشده. ثنائية راندي ولويد أعظم ثنائية رأيتها على الإطلاق ولا مثيل له أبدًا.
على عكس البقيّة؛ تشعر أن مسار رين لا يقدم إضافة جديدة لشخصيته ولم نرى من خلاله شيء مُختلف في تصوير صراعاته النفسية وطريقة تقديمها، هو فقط يؤكد على استمراريتها منذ نهاية كولد ستيل بزيادة التركيز عليها بأسلوب رائع كما هي العادة، لكن بالمقابل؛ حصل على حصة الأسد في القصة. رين مازال مُطارد بأوهام الماضي أثر تبعات الحرب لشعوره بالذنب نظرًا لأنه من تسبب في اندلاع الحرب، وهذا ما جعل من مشاعره مُضطربة، مُتناقضة، ولا يعلم كيف يتسامح مع ذاته ويتقبّل تلك السعادة التي بين يديه بسبب مافعل. تعاطفت مع رين كثيرًا، وهاجيماري تؤكد لي مرة أخرى أنه أكثر بطل مميّز في السلسلة في جوانب عديدة.. هذه هي الحقيقة التي لا تُنكر، أكثر ما يعجبني في رين أنه البطل الوحيد الذي ترى رحلته منذ نقطة مُبكرة للغاية على عكس الآخرين، وترى كيف بدأ بداية بسيطة من مجرّد طالب وكيف أصبح وتطور لاحقًا من خلال الأحداث التي مر بها والعبء الذي لطالما يحمله على عاتقه حتى بلغ مبلغًا من النضج، وكل ذلك يحصل في بناء وتطور بطيء وتدرّج رائع لمراحل حياته وهذا ما جعلني مُتعلقًا به أكثر من غيره، وهاجيماري ختامية لتلك المراحل بطريقة مثالية. ونقطة أخرى تميّز رين أنه يمتلك شخصية واقعية وطبيعية جدًا، هو ليس بحاجة أن يظهر بمظهر “كول” أو مظهر كوميدي ومُضحك والخ في البداية حتى يكسب محبة اللاعب، هو ليس من الشخصيات التي تُعجب بها في بدايتها في ظل البناء البطيء، بل رحلة حياته وما يمر بعد من أحداث وكيف تنعكس على شخصيته هو ما سيجعلك مُتعلقًا به لا إراديًا مع الوقت كما حصل لي، لم ييدا إعجابي في رين إلا في مُنتصف كولد ستيل 2.
رين هي الشمعة التي تُضيء ما حولها، يزيد من روعة أي مكان يتواجد فيه وهو السبب الأول في روعة الفصل السابع، علاقته مع طلابه رائعة وإهتمامه بهم يشعرك كما وأنهم أصبحوا أبنائه، على قدر العبء الذي يحمله في داخله؛ نادرًا ما نراه يتحدث عن مافي خاطره، وفي الوقت نفسه لا يتردد أبدًا ليكون النور لطلابه في ظلماتهم ويحرص دائمًا على أن يكون بجانبهم في لحظات ضعفهم ويستمع إلى مشكلاتهم ويحملها على ظهره، شخصية رين لطيفة جدًا، دائمًا ما يُقدّم مصلحة الآخرين على مصلحته خاصة لو تعلّق الأمر في طلابه. أحببت أيضًا كيف تم إلقاء الضوء على بعض مشاعر بعض أعضاء الفصل السابع تجاه أفعالهم وأحداث ماضية، وكيف تطورت شخصياتهم وعلاقاتهم إلى جانب رين، هذا يساعد أيضًا على إغلاق حكايتهم.
فقرة الهبد
اذن دعونا نبدأ ونتمعّن قليلاً في لب القصة وجذورها.. ما هي الأفكار الرئيسية التي حاولت القصة إيصالها؟ وعن ماذا تمحورت؟ أرى أن هاجيماري تأخذ التكنولوجيا والصناعة ككُل ركيزة أساسية في بناء هيكل القصة وجوهرها ربما تمهيدًا للمرحلة الثانية وكورو تحديدًا، مع طرح تساؤلات مُثيرة حول مستقبلها في القارة ولمحة عن المخاطر التي قد يشهدها العالم مُستقبلاً نتيجة تطورها وتحركات أخرى، ايليزيوم وما رأيناه في هاجيماري ليس إلا نذير شؤم وتحذير لبداية مرحلة قد تشهد قفزة قوية وغير مسبوقة في التكنولوجيا وتزدهر حتى تقترب من الوصول إلى أقصى ذروتها بشكل مُشابه قليلاً لما كانت عليه في الحضارة القديمة وهذا قد يفتح لنا آفاق مُتعددة، أي قد نرى في كورو ومُستقبلاً أسلحة وتقنيات وقدرات متقدمة للغاية وينعكس ذلك أيضًا على اسلوب اللعب، قدرات لديها إمكانيات مشابهة للـ Artifacts، وتصبح السنوات القادمة نقطة تحوّل لعلماء القارة وكبارها ونشهد لهم ظهور وتحرّك غير مسبوق بسبب تطور التكنولوجيا، وبالطبع.. الثعلب الماكر لن يقف مكتوف اليدين في ظل ما يحصل، أتحدث عن نوفارتس، ربما نراه يتحرّك بشكل صريح هذه المرة ويصعد إلى المسرح بعدما كان مُفترجًا، ويكون له دورًا ملموسًا في أخذ الصناعة إلى مستوى آخر، وهذا ما لا شك فيه سيؤدي إلى زيادة النزاعات بين الدول والأفراد كذلك، وقد تصل النزاعات أيضًا إلى علماء القارة وكبارها سواءً بين بعضهم أو مع غيرهم، وهذه المخاوف التي كانت تُخيف المؤسسة.. كانوا على علم أن تطور التكنولوجيا والأسلحة تحديدًا سيؤدي إلى نزاعات مدوية وأكثر مأساوية وزيادتها على نطاق واسع وهذا ما حصل مؤخرًا بدايةٌ مع حرب المئة يوم، ربما يظهر ذلك بشكل أكبر في الفترة القادمة عند تطور التكنولوجيا واقترابها من الوصول إلى مستوياتها العُليا، حيث تُعيث في الأرض فسادًا. كان إيبستاين يأمل في تحقيق السلام من خلال تطور التكنولوجيا ونشرها إلى العالم، لكن يبدو أن آماله لم ولن تبلغ نصابها أبدًا، فـ بينما تستمر التكنولوجيا في التطور.. تستمر علاقتها مع مفهوم السلام في التدهور شيئًا فشيئًا مع تقدّم السنوات، حتى بات تحقيقها أشبه بالمستحيل. هذا هو أساس هاجيماري وهذا ما تُمهّد إليه بشكل رئيسي في القصة، لذلك أعتقد أن توجه كورو وأحد جوانبها سيكون حول الصناعة وتطورها وتناولها على نطاق واسع، ونرى تفاصيل أكبر حولها وحول إيبستاين والثورة قبل 50 عام.
ولا يجب أن ننسى؛ شيئًا ما يزحف في كالفارد ويقترب شيئًا فشيئًا من جهات مُتعددة، ماذا يحصل؟ ماذا ينتظرنا؟ يكاد الفضول يقتلني، تساؤلات عديدة ورغبة قوية لإكتشاف ما يحصل لإشباع فضولي الذي يكاد لا يهدأ، والأهم.. على ماذا يخطط روي قرامهارت؟ عندما نعود إلى السنوات الماضية؛ نرى أن كالفارد ضلّت خلف ظل ايروبونيا لفترة طويلة.. لذلك هل نرى رد آخر من جانب كالفارد يجعلها تخطف اليد العليا وتجلس على عرش سيادة القارة في السنوات القادمة؟ هل تنهض على أقدامها مجددًا؟ لكن في الوقت نفسه؛ أشعر أن ما يخطط له روي قرامهارت لا يصب في مصلحة كالفارد وشعبها أبدًا، بل هو يستغل كالفارد بصفته الرئيس ليحقق مُبتغاه، قد يكون أحد أكثر الشخصيات شرًا في السلسلة، ما يخطط إليه ليس بسيطًا أبدًا.. لا أحد يملك الجرأة للوقوف أمام القراند ماستر بتلك الطريقة، من الواضح أن شخصيته فاسدة ولا تُقهر بسهولة، وربما ما يخطط إليه هو الشيء الذي كان يريد رين إيشيميلقا تحذير لويد والآخرين منه، على الرغم أن تقديمه ليس بقوة تقديم اوزبورن، لكني متشوّق حقًا لظهوره مُستقبلاً ورؤية ما يُخطط إليه.
وحديثًا عن التكنولوجيا.. يُقال أن التكنولوجيا في الحضارة القديمة لقارة زيموريا كانت مُزدهرة وأكثر تقدمًا من العصر الحديث، لكن الانهيار الكبير الذي حصل قبل 1200 عام تسبب في سقوطها، وإلى يومنا هذا مازالت هناك أسرار عديدة مُرتبطة في تلك الحضارة لم يتم إكتشافها، وانهيارها الذي يُعتقد أنها كارثة طبيعية مازال لغزًا مُحيرًا، لكن ماذا حصل تحديدًا؟ ما هي تلك الكارثة المُريعة التي أدت إلى سقوط الحضارة؟ هذا ما سأحاول تفسيره بنظرتي الخاصة، لكن أود التطرّق لعدّة نقاط قبل الوصول إلى الإستنتاج النهائي، من الصعب حقًا أن أتحدث بما يدور في رأسي، لكني سأحاول صياغة تلك الفكرة بالتدرّج وسنرى كيف كل الخيوط تبدو مُرتبطة بطريقة ما، وسأذكر نظريتين، أولاً؛ ماذا لو كانت الحضارة القديمة والانهيار الكبير مُرتبطان في الجانب الآخر ( beyond )؟ هناك أدلّة عديدة قد تُثبت من صحة هذه النظرية، أولاً لنعود إلى بداية الثورة قبل ما يُقارب 50 عام، جميعنا نعلم أن تلك الثورة حدثت نتيجة أبحاث ايبستاين التي ساهمت في صناعة ما يُسمَّى بـ “الاوربمينت”، وهي نتيجة هندسة عكسية من تكنولوجيا الحضارة القديمة، لذا إن كانت التكنولوجيا الحديثة هي إستنادًا على تكنولوجيا الحضارة القديمة.. ألا يدلنا هذا على أن إيبستاين يمتلك معلومات وفيرة من أسرار الحضارة القديمة وتقنياتها؟ وبذلك إستطاع هندسة الاوربمنت التي نراها اليوم، إذن ما علاقة الجانب الآخر في ذلك؟ إستنتاجًا لحديث ماريابيل؛ إيبستاين كان يعلم بشأن الجانب الآخر ويُدرك حقيقة العالم، قد يجعلنا هذا نتوصّل إلى أن معرفته في الجانب الآخر وإدراكه لحقيقة العالم هو ما جعله يحصل على معلومات عن تكنولوجيا الحضارة القديمة، أي أن الأمرين مُرتبطين ببعضهما؛ والحضارة القديمة وأسرارها هي جزء من الجانب الآخر إن صح التعبير، كيف ذلك؟ ربما لأن مفهوم الحضارة القديمة يعود إلى زيموريا قبل انفصالها عن ما يقع في الجانب الآخر، بمعنى أن قارة زيموريا كانت جزءًا من الجانب الآخر أيضًا عندما كانت مُزدهرة بتواجد الحضارة القديمة، والسبب في كون تقنيات الحضارة القديمة مُذهلة وخارقة عن الطبيعة هو وجودهم في الجانب الآخر، حيث استعانوا بما يقع هناك عند صنعها وهذا يفسر إمكانياتها وفشل العصر الحديث في استيعاب تركيبتها. لكن شيئًا ما حصل وتسبب في انعزال زيموريا وفصلها عن باقي العالم.. وجعل منها ومن عليها مُقيدين بقواعد لا يمكن كسرها ومن حولهم أغلال وكأنهم سجناء، وبينهم وبين الجانب الآخر حاجزًا يمنع اتصال الطرفين ببعض، نعم.. أتحدث عن ما يُسمَّى بالإنهيار العظيم، ريما هذا الأنهيار تسبب في فصل زيموريا عن ما يقع في الجانب الآخر وعزلها، ومن خلاله سقطت تلك الحضارة المُزدهرة في زيموريا وعادت التكنولوجيا إلى نقطة الصفر وأختفى معها كل شيء عندما فُصلت.
الجانب الآخر مكان للعديد من الأمور الخارقة للطبيعة والمُريعة والمخلوقات الوحشية والتي لا يمكن للعقل البشري تفسيرها، في تلك الحالة.. اليس الإنهيار العظيم يصب في مصلحة زيموريا؟ نعم عادت التكنولوجيا إلى نقطة الصفر، لكن ابتعدت عن الجانب الآخر، الجانب المروّع والمليء بالأمور الخارقة للطبيعة. لذلك ربما الإنهيار العظيم ليس مجرّد كارثة طبيعية.. بل حدث مُفتعل من جهة معيّنة، جهة تُريد فصل زيموريا وإنقاذها من وحشية الجانب الآخر وعزلها تمامًا حتى يعيش من عليها بسلام مع بعض العواقب، وأعتقد تلك الجهة مُرتبطة في الكنيسة، ما علاقتها في ذلك؟ أولاً؛ نعلم أن الكنيسة هي ركيزة العلم والطب والدين ولها تأثير واسع ونفوذ قوية في كافة أنحاء زيموريا، والأهم من ذلك قائمة على عبادة ايدوس ونشر تلك التعاليم إلى الناس وتربية الأطفال وتعليمهم على ذلك، ولكن.. ماذا لو كانت الكنيسة بذاتها تعلم أن لا وجود لايدوس؟ وتعلم بحقيقة العالم وما يقع في الجانب الآخر من أمور وحشية؟ وهي من تسببت في الإنهيار العظيم لعزل زيموريا عن الجانب الآخر، كما نعلم.. الكنيسة ظهرت مُباشرة بعد حدوث الإنهيار! وبعد أن قاموا بعزل زيموريا، قاموا بزرع تلك الديانة والأفكار في عقولهم وتربيتهم على تلك المفاهيم منذ الصغر حتى يحافظوا على إستقرار زيموريا ومن عليها من الأمور المجهولة، ويجعلوا الناس يتوقفون عن التفكير بها لحمايتهم بإعتبار أن تلك المجاهيل والأمور التي لا يمكن للعقول البشرية تفسيرها هي أفعال إلهية؛ ايدوس، إذ أن الإنسان بطبيعته يخشى الأمور المجهولة التي لا يُمكن تفسيرها، ولا يريدون من الناس أن يغرقوا في دوامة من الهلع والتساؤلات والخوف من المجهول، بل ربما أيضًا يقومون بحمياتهم من أمور مروعة أكبر من ذلك بكثير، أمور متعلقة في حقيقة العالم وزيموريا، وهم يحاولون جاهدًا منع الناس من معرفة الحقيقة.
لكن لم يكتمل كل شيء بشكل مثالي.. حيث مازال هناك آثار لتلك الحضارة وأمور لا يُمكن تفسيرها من الجانب الآخر ولم تختفي من زيموريا مع الإنهيار والعزل.. وهي القطع الأثرية أو الـ Artifacts، نعلم أن الكنيسة مُتخصصة في إعادتهم وختمها بعيدًا عن أيدي الناس، لكونها أسلحة محظورة بسبب قوتها المُذهلة التي من شأنها خلق ظواهر خارقة للطبيعة ومُبهمة، إذ أنها من الأسلحة التي تُصنّف بكونها “مجهولة” وحتى الآن لم يتوّصل العلم الحديث إلى فهم طبيعتها، لذلك ربما معرفتهم عن الجانب الآخر هو أيضًا ما يدفعهم لاستعادتها، ألا يبدو ذلك منطقيًا؟ أي ليس فقط حفاظًا على السلام من قوتها.. بل لأنها أسلحة مُرتبطة في الجانب الآخر والحضارة القديمة، وهم لا يريدون من زيموريا الإنخراط نهائيًا في أي شي يتعلّق في الجانب الآخر ومن شأنه أن يخلق تساؤلات. لذا إن كان الجانب الآخر هو مكان للأمور الوحشية والخارقة للطبيعة “مثل مكبارن” والأمور التي لا يُمكن تفسيرها، الا يدل هذا أن الـ Artifacts مصدرها أيضًا هو الجانب الآخر؟ هي الأخرى أسلحة خارقة للطبيعة ولا يُمكن تفسيرها، وأن كان الجانب الآخر هو مصدرها.. والحضارة القديمة هم من ابتكروها.. ألا يدل هذا أن الحضارة القديمة والجانب الآخر هم جزء واحد؟ ووجودها في زيموريا هو آخر ما تبقَّى قبل إنفصالها عن الجانب الآهر وهذا تفسير وجودها وحرص الكنيسة على إستعداتها مهما كلّف الأمر. أشعر أننا سنرى الكنيسة بشكل واسع قريبًا لأسباب سأتحدث عنها بعد قليل.
هناك من حاول كشف الحقيقة والتحرر من قيود هذا العالم “زيموريا” مهما كان ثمن ما يدفعوه.. أنهم الطائفة، هل إنتهت حكياتهم؟ هل إنتهى دورهم في القصة؟ من وجهة نظري.. قطعًا لا، ربما مازالت مُتواجدة بيننا وقد نرى لهم ظهور مُستقبلاً في كورو سواءًا ظهور أو ذكرها بالأسم وربطها في القصة، في كل الأحوال؛ آثارهم والمعجزة التي صنعوها لا يمكن أن تذهب في طي النسيان، سيتم ربطهم في القصة بشكل أو بآخر خاصة عندما نصل لموضوع الجانب الآخر والتحرر من القيود، ولكن ما هو مفهوم التحرر؟ سكان زيموريا مقيدين.. ولكن كيف؟ ماهي تلك القيود؟ وعن ماذا تمنعهم؟ وعن ماذا يتحررون؟ لنفترض أن زيموريا مُقيّدة بحيث أنها مُنعزلة عن الجانب الآخر، ولكن ماذا عن البشر؟ أتذكر حديث ماريابيل عندما قالت أن أولئك الذين ما زالوا “مقيدين” بأغلال هذا العالم لن يتمكنوا من فهم مهمتهم، وأضافت بعدها أنه لا يمكن للجميع أن يكونوا بمستوى مُشابه لإيبستاين، بهذا الحوار استنتجت أن إيبستاين يُدرك حقيقة العالم، ولكن ماذا عن التحرر؟ يمكننا أن نستنتج من حديثها أن إيبتستاين تحرر أيضًا من قيود هذا العالم أو زيموريا بالأصح، ولكن ماذا حصل له عند التحرر؟
حسنًا سأحاول الإجابة عن ذلك.. لنأخذ الطائفة؛ عندما حاولوا التحرر من أغلال العالم ماذا فعلوا؟ قاموا بصنع تلك المعجزة اللتي تُدعى بـ الغنوسيس، دواء يمتلك القدرة على التلاعب في الجسد والعقل والروح ومنح الفرد إمكانيات خارقة عن الطبيعة واستخلاص قدراته الكامنة مثل التحوّل إلى هيئة شيطانية وزيادة إدراكه ومعرفته بشكل خارق عن المُعتاد والحصول على الحكمة، والأهم.. التحرر من قيود وأغلال هذا العالم، إذن ماهي تلك القيود؟ في البداية اعتقدت أن مفهوم التحرر هو كشف حقيقة العالم أو وصول الشخص إلى مرحلة عالية من الإدراك كما حصل مع إيبستاين، لكن لا أعتقد أن ذلك صحيح، ماذا عن مُستخدمين الغنوميس؟ تحرروا من قيود العالم ونعم وصلوا إلى مرحلة خارقة من الإدراك لكن لم يكتشفوا حقيقة العالم، لذلك أعتقد أن تلك القيود التي صاحبت عزل زيموريا لحظة حدوث الإنهيار تمنع الناس من الاتصال والارتباط والشعور في الجانب الآخر بأي شكل من الأشكال، ولكن ماذا يحصل عندما يتحرر الفرد؟ نعم.. تمامًا كما يفعل الغنوميس، يتلاعب بالروح ويقوم بتحريرها من قيود زيموريا، وبالتالي يصبح المُستخدم قادرًا على الإرتباط في الجانب الآخر وتجاوز تلك القيود والحدود البشرية واكتساب الهيئة الشيطانية والقدرات الخارقة للطبيعة من الجانب الآخر.. حيث تتواجد الخوارق، ولا يمكن اكتسابها من الجانب الآخر إلا عندما يتحرر الفرد من تلك القيود، هذا هو مفهوم التحرر.
إذن ماذا عن إيبستاين؟ أرى أن كل شي يبدو منطقيًا، لا أعلم بالضبط كيف تحرر، لكن عندما تحرر من قيود زيموريا، تمكّن من الارتباط والاتصال في الجانب الآخر والظفر بمعلومات عن الحضارة القديمة وبذلك إستطاع هندسة الأوربمينت. ولكن هذا من شأنه أن يضع إيبستاين تحت دائرة الشك، ويطرح تساؤلات واحتمالات واردة.. هناك نقطة ما لا أعلم إن كانت مجرّد مصادفة.. لكن أشعر أن إيبستاين متورّط بشكل كبير في كوارث عديدة، بدايةٌ مع كارثة نورثمبريا.. وصولاً إلى وجود مكبارن بذاته، هل الرجل تسبب في كارثة على زيموريا؟ هل تسبب في إضعاف القيود والحاجز الذي يمنع زيموريا من الإتصال في الجانب الآخر؟ بشكل مفاجئ.. هناك أشياء ظهرت من الجانب الآخر في زيموريا تسببت في ظواهر غريبة لا يمكن تفسيرها، ولكن اليس التوقيت غريبًا؟ مضى ما يقارب 1200 عام على الإنهيار الكبير، لماذا تلك الظواهر لم تبدا في الظهور إلا الآن؟ هل كان هناك سببًا أدّى إلى بداية ظهورها؟ أعتقد أن إيبستاين متورط بطريقة ما.. ماذا لو لعبت الثورة دورًا في ظهورها؟ سواءً ما حصل بعد الثورة من تطور التكنولوجيا والاوربمينت وما إلى ذلك، أو في كيفية ظهورها وحدوثها والطريقة التي من خلالها استطاع إيبستاين جلبها، نلاحظ أن تريلز عندما تقوم بذكر أحداث عبر التاريخ غالبًا تقوم بإستعمال المدة التقريبية والمُتعارف عليها وليست المدة الدقيقة مع استثناء بعض الحالات، مثلاً War of the lions؛ حدثت ما بين 952-947 أي قبل ما يُقارب 255-260 عام من أحداث كولد ستيل 4، لكن مع هذا دائمًا عندما يتحدثون عنها يقولون قبل 250، والأمر مُشابه مع الثورة، حدثت عام 1150 لكنهم دائمًا يقولون قبل 50 عام، ما الهدف من كل ذلك؟ حسنًا.. مكبارن قال أنه ظهر في زيموريا قبل 50 عام أيضًا! أي في بداية ظهور الثورة، هل هي صدفة؟ هل هناك علاقة بين ظهور مكبارن والثورة؟ هل إيبستاين متورط؟ ليس بالضرورة قاصدًا، لكن ريما بسبب تعدين السيبث مثلاً توترت زيموريا وحاجزها. في كل الأحوال أشعر أن له يد بطريقة ما فيما حصل، ومُستقبلاً سوف نسمع الكثير بشأنه خاصة في كورو كما أسلفت القول، ونعم ربما لا يوجد علاقة نهائيًا، جميع الإحتمالات واردة، لكن أرى أنها نقطة يجب علينا وضعها في عين الإعتبار. النظرية الأخرى؛ ماذا لو إيبستاين شعر بوجود خطر الجانب الآخر واقتراب تلك الظواهر؟ شعر أن الحاجز بدأ يتهالك وأن زيموريا ستواجه ما يقع في الجانب الآخر لا محالة، لذلك قام بجلب تلك الثورة حتى يجعل العالم مُستعدًا لمواجهتها وهذا سبب توافق التوقيت، إحتمال ضئيل لكن لا يجب علينا أن نتجاهل أي شيء.
لنتحدث الآن للاوروبوروس، الغريم الأول للكنيسة في نظري، لكن ما هو هدف القراند ماستر والاوروبوروس؟ لا شك أن هدفها مُرتبط في الجانب الآخر بطريقة ما، ولكن ماهي خطة الـ Eternal Recurrence تحديدًا؟ معنى أسم الـ Ouroboros و الـ Eternal Recurrence وفكرتها كلاهما مفاهيم ترمز لمفهوم دورة التجديد والتكرار الأزلي السرمدي للوجود، والخلود أحيانا، وأن المرء مُقدَّر له أن يعيش حياة مُماثلة مرارًا وتكرارًا في عدد ودورة زمنية لا نهائية، شيء من هذا القبيل، جديرًا بالذكر أن معانيهم الفعلية لا تنطبق بالضرورة على أسباب الإستخدام في اللعبة وأهداف القراندماستر أو قد تكون مُختلفة قليلاً، نجد العديد من القصص تقوم بإقتباس بعض المصطلحات العلمية والفلسفية وتحويلها إلى معنى آخر في إطار القصة الذي يُريدها الكاتب، لكن دعونا نتحدث تماشيًا مع معانيها الفعلية، وقد يرمز الاوروبوروس أيضًا للولادة من جديد أو كما تُعرف بـ تناسخ الأرواح، حيث يعود المخلوق إلى الحياة في جسد آخر، وأن الروح خالدة ولا يُهلك إلا الجسد، وعند موت المخلوق يبدأ حياة جديدة في شكل وجسم مختلف بعد الموت البيولوجي، لحظة.. الم نرى ذلك بالفعل؟ نعم البيريا، وفقًا لوالدة ايما، البيريا عبارة عن كائن طُفيلي مهما تدمّر جسده، فأنه يعود للحياة مجددًا في جسد أحد أقربائه، فـ هل ما يحصل معه مُرتبط بطريقة ما في القراند ماستر؟ في الـ Eternal Recurrence ودورة التكرار؟ ماذا تريد أن تفعل بالضبط؟ ماهي خطة الـ Eternal Recurrence؟ هل تريد أن تضع العالم في دورة التكرار لصالح البشرية؟ أم أن العالم بالفعل يعيش دورة التكرار وهدفها هو كسر تلك الحلقة؟ إذ أننا رأينا بالفعل بعض الأحداث اللتي تكررت.. أتحدث عن ايروبونيا والـ Great power، كذلك تشعر أن التكنولوجيا تتطور وتقترب من الوصول إلى ماكانت عليه في الماضي وكأن الزمن يُعيد نفسه، أحيانًا تشعر أن الصورة أمام عينيك، لكنها عبارة عن قطع مُبعثرة لا تعلم كيف تقوم بترتيبها وهذا ما ينقصك للوصول إلى الحقيقة، هذا ما أشعر تجاه القراند ماستر.
لماذا الكنيسة غريم الاوروبوروس الأول؟ أشعر أن هناك علاقة كبيرة بينهم، علاقة أكبر من ما يُظهر لنا، لا أنسى عندما سُأل كامبانيلا عن كيڤن، وأخبرهم أنه تدرّب على يد كارنيليا لا غيرها، ردة فعلهم عندها خاصة ڤيتا تُشير وكأنهم يعلمون جيدًا من هي كارنيليا وبينهم ماضي معيّن، بل قالت ڤيتا أنها أصبحت مُهتمة في كيڤن أكثر، هكذا بدا لي الأمر. ربما أهداف الاوروبوروس مُعاكسة للكنيسة، كلا الطرفين لديهم نظرتهم الخاصة في طريقة حماية البشرية ومُعاكسة للطرف الآخر، وكلا أهدافهم تحمل عواقب وخيمة وأمور غامضة لا نعلم عنها حتى الآن بشأن زيموريا وحقيقة العالم والجانب الآخر، ربما هدف الكنيسة هو حماية زيموريا والحاجز من الكسر وحمايتهم من حقائق مروعة لا يقوى المرء على تحملها، بينما تريد القراند ماستر كسر هذا الحاجز ومواجهة تلك الحقائق ومايقع في الجانب الآخر حتى تُكمل خطة الـ Eternal Recurrence، ولكن قطعًا هناك علاقة بين الجانب الآخر وما تسعى إليه القراند ماستر وبين زيموريا ومصيرها، كما قالت لمكبارن أنه الوحيد القادر على أن يكون بمثابة الشعلة التي توجههم نحو تحقيق أهدافهم، لماذا مكبارن تحديدًا؟ لأنه من الجانب الآخر. القراند ماستر تريد إنقاذ العالم والبشرية من شيء حتمي لا مفر منه، شيء قد أقترب وسيُنهي العالم ويُعيده إلى العدم، وماتريد أن تفعله قد لا يبدو مثاليًا لكنه “السبيل الوحيد” لإنقاذ العالم من الفناء سواءً كان وضعه في حلقة التكرار وإعادة تشكيل العالم لتفادي دماره، أم كسرها، وربما هذا أحد أسباب ثقة الأنقويس بها، والسبب الثاني يعود لهويتها الحقيقية. لذلك ربما رؤية ارتيريا اقتربت كثيرًا خاصة أنها قريبة من كالفارد، عندها سنرى صراع مُحتمل بين الاوروبوروس والكنيسة، ونرى ماهي صلة كارنيليا بهم، وهل نرى عودة كيڤن عندها؟
لكن ما هو مُبتغاهم من مراقبة مسار الـ Sept-Terrions عندما تقع في يد البشرية؟ وماذا سوف يحصل على عند إنتهاء مُراقبتها جميعًا؟ مُتبقّي 3 الآن؛ الماء، الرياح، الوقت، لا يمكنني الحصول على إجابة منطقية حتى الآن ومازلنا بحاجة إلى أجوبة، لكن إما أن يكون وجودهم هو إختبار للبشرية للحصول على نتيجة معيّنة مثلاً ولم تكن هدايا أبدًا، أو أن الـ Sept-Terrions السبعة هي المسؤولة عن تكوين الحاجز الذي يفصل بين زيموريا والجانب الآخر، واستعمالها والنزاعات والفوضى الناتجة من خلالها عندما تقع يد البشرية هو ما تُريده القراند ماستر، ربما لأن كل ذلك يُساهم في توتر زيموريا وإضعاف الحاجز، لذلك عندما ينتهوا منها بأكملها؛ ستصل الخطة إلى المرحلة الأخيرة وسيُكسر الحاجز، إذن لماذا لا يقوموا الاوروبوروس باستعمالها بأنفسهم؟ من الواضح أن القراند ماستر لا تستطيع التصرّف بنفسها والسبب يتعلق في هويتها ووضعها، وكما رأينا هي تترك الخيار للأنقويس في كيفية إتمام المهمات بحرية سواءً يريدون التدخل وإتمام المهمة بشكل مُباشر أم لا، نعم ماريابيل قالت أن هدفهم هو مراقبة كل Sept-Terrion عندما تقع في يد البشرية.. لكن لا يوجد أمر يمنعهم من التدخل والإكتفاء بالمراقبة فقط، وايزمان كان مُنخرطًا بشدة في الـ Aureole اليس كذلك؟ هذا قد يُثبت أن هدفهم ليس مجرّد مراقبة فقط بالمعنى الحرفي، هم يريدون الفوضى الذي تحصل من خلال كل واحدة منها وردة فعل البشرية تجاهها، ونقطة أخرى مُثيرة للاهتمام؛ لماذا عدد الأنقويس مُطابق للـ Sept-Terrions؟ من الواضح أن القراند ماستر بحاجة إلى أن يكون عددهم 7، عندما يُقتل أحدهم.. تحرص على إحضار بديل كما حصل مع ماريابيل والآن مع آريانرود، لكن لماذا؟ هل توجد علاقة مع الـ Sept-Terrions؟ متأكد أن هناك سبب ما وراء ذلك، لكن هي بحاجة إلى 7 أنقويس.
إذن من هي القراند ماستر؟ من الواضح أن هويتها مُرتبطة في الجانب الآخر ومكبارن تحديدًا، إذ أن فور استعادته لنصف ذكرياته؛ إستطاع الحصول على ما يكفي لمعرفة هويتها، لكن ما استنتجته من جملة “‘Course if I knew for sure'” أنه لا يعرف هويتها وهيئتها بشكل قاطع، لكنه يعلم أن هيئتها التي تظهر عليها ليست هيئتها الحقيقية، ويعلم شيئًا ما بشأنها وبشأن هويتها، لكن ما الذي تقصده عندما قالت أنها مجرّد “ظل”؟ هل هي مجرّد روح أو تجسيد لأحد الشخصيات؟ لشخصية متوفية مثلاً، أو نسخة مُستقبلية لأحد الشخصيات؟ أم أنها مخلوق من الجانب الآخر؟ الأكيد أنها ليست بشرية طبيعية وتبدو وكأنها مخلوق بصفات إلهية، خاصة عندما ترى طريقة مُخاطبة الأنقويس لها، تشعر أن مكانتها عالية، إذن هل هي ايدوس؟ شخصيًا لا أتوقع ذلك، بل لا أريد ذلك حتى، نعم توجد أسباب كثيرة تجعل من تلك النظرية منطقية.. لكن أرى أن المفاجأة ليست بحجم إنتظارنا لكشف هويتها، بل ليست مفاجأة إطلاقًا.. لا يوجد أحد لم يفكر في تلك النظرية، عندما تم الكشف لأول مرة عن القراند ماستر واتضح أنها أنثى؛ أول فكرة حضرت في مخيلتي أنها ايدوس، لكني استبعدتها مُباشرة، لأني لو كنت مكان الكتّاب؛ لن أجعل هوية شخصية تقوم عليها السلسلة بأكملها مثل القراند ماستر واضحة بتلك الطريقة وسهلة الكشف وأعتقد أن الكتّاب أذكى من ذلك، لذلك أشعر أنه فخ مُشابه لافخاه ريوكيشي في اومينيكو، الكتّاب يريدون من الناس أن يفكروا بتلك الطريقة بوضع الكثير من الأسباب المنطقية والعديد سقطوا في الفخ، لذلك مجددًا؛ القراند ماستر ليست ايدوس، ربما هويتها مُرتبطة في ايدوس بطريقة ما، لكنها ليست ايدوس وأنا متأكد من كلامي 100%، إذن من هي؟ أشعر أن هويتها مُرتبطة في كامبانيلا، ربما، لكن من الواضح أن كامبانيلا ليس مجرّد شخص عادي بالنسبة للقراند ماستر، هو أشبه باليد اليُمنى والمراقب الأول، لنتحدث عن هويته؛ ماذا لو كان كامبانيلا هو Sept-Terrion الرياح؟ لأسباب غبية.. لكن لون شعره الأخضر، وحركاته عند القتال التي تبدو وكما وأنها عبارة عن رياح، والرمز الذي أسفل عينه، نعم أعلم أن الأسباب غبية ولا يمكننا تأكيد ذلك من خلالها، ثانيًا؛ ماذا لو كان هولي بيست والقراند ماستر Sept-Terrion للوقت؟ وهذا سبب معرفتها في توقيت نهاية العالم وتفسير قولها لـ “I exist solely to announce the appointed time to the world”، ثالثًا؛ ماذا لو كانت والدة إيما وزيّفت موتها وتلك القصة؟ وكامبانيلا عبارة عن Familiar؟ وهذا سبب ثقة ڤيتا، الإحتمالات مُتعددة ولا يمكننا الجزم قطعًا حتى الآن لإفتقارنا لأسس واضحة، الوقت مُبكّر، يمكننا أن نفترض شخصيات عديدة ونأتي بأسباب منطقية ولا ننتهي ولا أريد أن أستمر في فعل ذلك، لكني مُتأكد أن هناك شيء أكبر من مجرّد “من هي القراند ماستر؟” وأتمنى أن لا تُخذلنا تريلز في لحظة الكشف.
ظهور طاقم روفوس ليس بعيدًا أبدًا كما أسلفت القول سابقًا، ربما نشهد عودتهم في كورو 2 أو كورو 3 كـ حد أقصى ونرى لهم دور ملموس في القصة، أولاً؛ كما نعلم أن بلدة Luzent التي كانت بمثابة قاعدة لمهماتهم كانت تقع على حدود ريميفيريا وكالفارد وسبق لهم تنفيذ بعض المهمات في كل الدولتين، لذلك يبدو أن لديهم بعض العلاقات في كالفارد والشخص المقصود في الصورة هو أحدهم، هل هي شخصية ستظهر لاحقًا في كورو ونراها مع ناديا وسوين؟ لا شيء مُستبعد مع أنها نقطة غريبة ولا تثبت ظهورهم بشكل قاطع، لكن لما لا؟ ثانيًا؛ في ظل لتطور التكنولوجيا، ربما لابيس ستكون حاضرة لتشهد تلك التطورات وما يحدث في المُستقبل القريب، حيث تريد إكتشاف العالم من حولها، ثالثًا والنقطة الأهم؛ أستطيع أن أجزم بشكل قاطع أن كورو ستتناول منظمة الإمبراطور اللتي كانت تضم ناديا وسوين، سواءًا بشكل مُباشر ورئيسي أو أحد أطراف القصة لكن فقط ان كان ما سأقوله صحيحًا، لنعود إلى حديث مكبارن ونوفارتس، قال نوفارتس أن هناك جهة مجهولة قامت بإنهاء المحاكاة اللتي كان يعمل على مُراجعتها بالقوة، ووفقًا لحديث مكبارن؛ كان ذلك من فعل مجموعة تعمل في Ored، أول ما يخطر في البال هي منظمة الإمبراطور، لماذا؟ أولاً؛ لماذا يعلم الإمبراطور أن شارون ناجية من الـ “Order of the Moonlight Horse”؟ نعم هذا لا يعد دليلاً.. لكن هل تربطه صلة معيّنة بهم؟ إذ أن “Order of the Moonlight Horse” هُلكت على يد الاوروبوروس بعد نزاع حصل بينهم، لكن نزاعهم لم يظهر للعلن.. بل وفق ما قالته شارون أنه حصل في الخفاء، لذا كيف يعلم بشأنها وبشأن شارون؟ ولكن ماذا لو كان هناك من تبقَّى منهم والإمبراطور كان أحدهم؟ وكان حاضرًا عند حدوث ذاك النزاع؟ ومن تبقَّى منهم بالإضافة مع الإمبراطور قاموا بتكوين تلك المجموعة، أضف إلى ذلك أن “Oathbreaker” كان واحدًا من الـ “Order of the Moonlight Horse” لذا قد يبدو منطقيًا قليلاً أن يعلم عن تلك المجموعة، إذ أن من أخبر مكبارن بشأنهم هو “Oathbreaker”، كذلك نستطيع أن نستعين في الخريطة، لنلقي نظرة عليها، نرى أنه Ored تقع على حدود كالفارد وريميفيريا هي الأخرى، أي قريبة جدًا من بلدة Luzent ومن مكان إلتقاء ناديا وسوين مع الإمبراطور، قد يكون ذلك القرب دليلاً على أن موقع المنظمة هو Ored لذا هي نفس المجموعة التي تحدث عنها مكبارن، ثالثًا؛ حديث دادلي عندما أخبر ناديا وسوين أنهم سيضعون تلك المنظمة بالمرصاد ويقومون بمراقبتهم من الآن فصاعدًا، وكان رد سوين أن المنظمة لن ترد بلطف لأي شخص يحاول النطفّل والبحث في شؤونها، وهذا مرة أخرى قد يؤكد ظهورهم في كورو، حيث تبدا تحركاتهم تظهر للعلن بسبب محاولة تعقب تحركاتهم، أعلم قد تبدو أغلب الأسباب ليست دقيقة تمامًا، لكن لا مانع من ذكرها.
من هي تلك الأميرة؟ يجب أن أُثني أولاً على طريقة تقديمها المُذهلة أولاً قبل محاولة الإجابة، التقديم الأول لكل شخصية يلعب دورًا مُهمًا في بنائها وبقاء أثرها في الذاكرة، وأستطيع أن أقول أن هاجيماري نجحت في ذلك بشدة، تريلز لا تُخذلني أبدًا في تقديم شخصياتها، وقد تبدو مُبالغة.. لكن أرى أن تقديم تلك الأميرة أفضل تقديم لشخصية في السلسلة على الإطلاق، هكذا يجب أن تُقدم الشخصيات في مدة وجيزة دون إطالة، هكذا تجعل اللاعب مُتعطشًا لشخصية جديدة في حضورها الأول وفي أسطر معدودة دون مُبالغة، تركت أثر ثقيل على كل لاعب في حضور بسيط للغاية.. لكنه مُهيب وثقيل ويحمل معه كومة من التساؤلات، خاصة عندما تراها تُحطّم سلاح رين بتلك الطريقة المُذلّة بكل سهولة! أي قوة تملك وأي رعب وأي سلاح قادر على فعل ذلك؟! وكأنها تُخبره أنك لا شيء أمامي ومجرّد حشرة وضيعة.. لا أعلم، هكذا شعرت. هذه اللحظة بالذات تحمل خلفها معنى أعمق من ظاهره، ليست هذه فقط، بل حتى لحظة سقوط لويد أمام آلة عاجزًا عن فعل أي شيء، هي رسالة عبقرية، رسالة تُخبرنا وتُخبر أبطالنا أنهم ليسوا مستعدين في الوضع الراهن لمواجهة ما ينتظرهم في السنوات القادمة وفي كالفارد تحديدًا، وضعتنا هاجيماري في واقع المرحلة الثانية مُباشرة بطريقة رائعة ومخيفة وجعلتنا ندرك خطورتها قبل دخولها وخطورة مُحاربيها، العالم واسع، مازال هناك المزيد ليتم تقديمه، على أبطالنا مراجعة أنفسهم والإستعداد جيدًا لخطر محدّق يقترب مُسرعًا، ولن يستطيعوا فعل ذلك وحدهم، خطر كالفارد.. وخطر التكنولوجيا، هذا ما تُمثله تلك المشاهد في نظري وقد أبدعت في توصيل رسالتها. كذلك هي طريقة رائعة لإبعاد رين من الصورة وتجهيز عودة لائقة له مُستقبلاً، ان تم استبعاد رين في كورو بدون ما حصل له نظرًا لوضع كالفارد الحالي واختفاء كاي فاي سيكون غير منطقيًا. إذن لنُجيب على السؤال الأول، لسبب ما.. لا أشعر بنوايا خبيثة من جانبها، مجرّد إحساس، طريقة ظهورها ربما يجعلنا نُسيئ الظن بها، ربما لديها دوافع غامضة وأهداف شخصية تسعى إليها لكن شخصيًا لا أعتقد أنها ضمن الأشرار ولن يصل بها الأمر لتصبح أحد الغرماء لأبطالنا القادمين.. ربما، ومن الواضح أنها أحد معارف رين ربما عندما كان في مدرسة Eight Leaves لكنها غادرت ولم يراها رين طيلة تلك السنوات، ومقابلتها لرين الآن حتمًا ليست مُصادفة.. أحدهم يعلم بتواجدها هنا لذلك أستدرج رين إلى هذا المكان تحديدًا حتى يقوم بمقابلتها لهدف معيّن، ومن حديث الأميرة؛ يبدو أنها تعلم بمكان كاي فاي أو شيئًا يدور حوله، عندما أخبرت رين أن يعود فلن يجد ما يبحث عنه هنا، أخبرته وكأنها مُتأكدة تمامًا، لكن ما الذي تعلمه بالضبط؟ هل تعلم شيئًا يخص كاي فاي؟ ربما ما تسعى إليه متعلّق بما حدث أو يحدث له، لكن أين كاي فاي؟ اختفاءه مُثير للإهتمام، وأشعر بشعور سيئ حيال هذا الأمر.. هل تعرّض لشيئًا سيئًا؟ لا أعتقد ذلك، من قام بتأسيس تلك المدرسة المرموقة لا يُمكن أن يسقط بسهولة مهما كانت الظروف، لذلك هل يخطط لشيء ما كبير لدرجة يمنعه من التواصل مع أي أحد؟ أو.. مجرّد فكرة خطرت على بالي.. ماذا لو كان هو الأنقويس الجديد الذي تحدثت عنه القرامند ماستر؟ على كل حال أنا متأكد أن الأنقويس الجديد هي شخصية مألوفة وسبق لنا رؤيتها كثيرًا، وسيكون الأمر أشبه بالمفاجأة عند كشف حقيقته.
حسنًا سأذكر بعض الشخصيات الذي أتوقع لهم ظهور قريب في كورو، أولهم هو نيلسن، أحد أكثر الشخصيات التي أثارت إهتمامي بشكل غريب، الإحساس والهالة التي تدور حوله ليست مُريحة أبدًا، مُريبة، مُثيرة للشك، وصدقًا وأحد الأصدقاء شاهدًا على كلامي.. لا يوجد شخصية لم أرتاح لوجودها إلا وأتضّح أن لها صلة في الاوروبوروس، حصل ذلك مع ريني وشارون، بإستثناء ليلا.. ومازلت أشعر أنه لها دور كبير في القادم وستعود مُجددًا، ولكن هل يكون نيلسن أحدهم؟ انفورسر؟ أنقويس؟ في كل الأحوال سواءً يمتلك صلة في الاوروبوروس أم لا، أشعر أن له دور كبير في القادم. شخصيات أخرى أتوقع ظهورها؛ ريشا، والتر، انجي، توا، كيليكا، نظرًا لصلتهم في كالفارد، كذلك تيو، تيتا، راسيل، في ظل تطور التكنولوجيا، أيضًا زين إلى جانب فيي وربما لاورا، والأنقويس “Oathbreaker” ربما نرى هيئته ويكون ظهوره الأول في كورو، وأخيرّا بلوبلنك وربما والد ايلي.
ماحصل لي مع ايلين هو تعريف الحب من أول نظرة.. مع أني حتى لم أرى ملامح وجهها، سحرتني بسهولة بسبب روعة التمهيد لدورها وتقديم شخصيتها، وعلى عكس الأميرة؛ يبدو أن سيكون لديها دور رئيسي في قصة كورو وليس تمهيد لأحداث مستقبلية في المدى البعيد، أنا متشوّق حقًا لظهورها وأعتقد أنها ستصبح أحد شخصياتي المفضّلة في كورو، ويبدو أنها ستصبح على علاقة قريبة مع البطل، أتمنى ذلك.. هي أمنية أكثر من كونها توقع، يجب على فالكوم التعلّم من أخطائهم والتوقف عن تقليد بيرسونا في موضوع إختيار البنات وتكوين العلاقات، ما الفائدة من حرية الإختيار؟! جميعها تافهة وبلا أي قيمة تُذكر ولا تخدم القصة بأي شكل من الأشكال وتطبيقها ينعكس سلبًا بشكل ملحوظ، الم يحن الوقت لأن يدركوا ذلك؟ تريلز ليست جزء واحد مثل بيرسونا، نحن نتحدث عن سلسلة لذلك تلك الفكرة ليست مُناسبة أبدًا.
لا أستطيع أن أصف كميّة السعادة التي شعرت بها عندما رأيت ريني.. بصراحة لم أتوقع أن يكون لها ظهور قريب أبدًا لكني سعيد للغاية بذلك، شخصية مثل ريني لا يجب أن تُترك أبدًا! ويجب استغلالها دائمًا، ريني أفضل تطور شخصية رأيته في حياتي، قادرة على تحريك مشاعري بسهولة خاصة عندما أعود إلى الأجزاء الماضية وأرى كيف تطورت وكبرت إلى جانبنا، أريد أن أراها سعيدة دائمًا، وهي تصوير حقيقي لقوة تريلز في البناء وتطور الشخصيات، أتمنى أن يكون دورها قويًا وليس مجرّد ظهور، بل سأحب أيضًا لو كانت مرافقة للطاقم الرئيسي.. نعم أعلم أنها أمنية مستحيلة.
أعتقد أني سأكتفي بهذا القدر وسأتوقف هنا، مازال هناك كلام أود قوله لكني لا أريد أن تصبح المقالة أطول من ما هي عليه الآن، هناك جزئيات تعمّدت إزالتها أو اختصارها لمحاولة تقليل عدد الكلمات قدر الإمكان. ولا أعلم كم شخص سيصل إلى هنا.. لكن إلى كل من يقرأ؛ شكرًا من القلب لقراءتك حتى ولو جزء بسيط من المقالة، وأعلم أنها بسيطة نوعًا ما وليست بحجم لعبة مثل هاجيماري وهناك تفاصيل عديدة لم أتطرًق لها نهائيًا، لكن مع هذا اخذت مني جهد كبير جدًا في محاولة ترتيب أفكاري وسردها بالشكل المطلوب، لذا آمل أن تكون عند حسن ظنكم وأعتذر على الإطالة ولوجود أي خطأ. نراكم في كالفارد..