الحاسب الشخصيمراجعات

مراجعة وتقييم : Dying Light 2 Stay Human

مقدمة ومعلومات عامة

لم اكن مهتمًا في اللعبة سابقًا ولم اكمل حتى الجزء الأول بسبب ثقل وملل بدايتها، وعند اقتراب موعد اصدار اللعبة اصبحت مهتمًا بها بشدة ولا اطيق الأنتظار لتجربتها! فـ كل عرض رأيته عن اللعبة كان رائعًا ويوضّح جودتها، ومن الجانب الآخر؛ كلام استوديو Techland عن تشعّب القصة وعن محتوى اللعبة الذي يصل الى 500 ساعة! والآن تأتينا Dying Light 2 اخيرًا بعد عدة تأجيلات وطول انتظار من عشّاق جزئها الأول ومني شخصيًا، فـ هل كانت النتيجة مرضية؟

تاريخ الأصدار

2022/2/4

مدة اللعبة

25-20 ساعة

نوع اللعبة

عالم مفتوح

المطور

Techland

الأجهزة

PS4, PS5, XboxSeris, XboONE, PC

جهاز المراجعة

PC

“اللعبة مترجمة قوائم ونصوص بمستوى ممتاز”

فوضى وضياع..

بعد ما يقارب 15 سنة عن احداث الجزء الأول، تسبب جشع منظمة GRE وابحاثهم في انتشار نسخة حديثة من الفايروس ليمتلىء العالم بالخراب مجددًا، بطلنا هو الرحّال “ايدن” الذي يجوب عالمًا مليء بالخراب والصراعات البشرية سعيًا للأنتقام وبحثًا عن اخته “ميا” التي فقدها لظروف متعلقة بماضي غامض يدور حوله. سأكتفي هنا حتى لا افسد عليكم احداث القصة، ومنذ البداية وقبل تجربة اللعبة قمت بخفض توقعاتي للقصة ولم انتظر منها شيئًا.. ولكن هل تعلم ماذا حصل؟ اصابتني بالأحباط حتى مع خفض التوقعات! هل يمكن ان تتخيل الى الى اي درجة يصل سوء القصة؟ المحزن ان القصة بدأت بداية مشوقة ومثيرة للأهتمام وكانت كافية لتجعلني مترقبًا للأحداث المقبلة وشعرت كما وان اللعبة على استعداد لتقديم قصة مرضية تقدم معها حبكة جيدة ولو كانت بسيطة، فـ هذه النظرة التي تمنحك اياه القصة مع بدايتها ومع تقديم العالم والشخصيات وهدف البطل وفي الواقع كان تقديمًا جيدًا جدًا، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال.. 

قصة Dying Light 2 ضائعة ومملة بشكل فظيع ولم تنجح حتى في ان تجعلني مهتمًا اطلاقًا وفقدت اهتمامي بها سريعًا بسبب فوضوية سرد القصة وعشوائية احداثها التي تشعر وكأنها لا تمت للقصة بأي صلة بل مجرد احداث عابرة وظيفتها هي التمطيط والحشو وزيادة عمر القصة بدون اي هدف يُذكر، والبطل فجأة يقوم بنسيان هدفه الرئيسي والقصة تسلك طريقًا مختلفًا تمامًا عن البداية جعلتني اتسائل بأستمرار “ماذا افعل انا الآن؟ اين اندثر هدف البطل؟” يقابل ضياع القصة شخصيات بكتابة ركيكة تم تقديمهم بأسوء صورة ممكنة بدون اي اهتمام لبنائها وليس لها تأثير واضح على القصة والعديد الشخصيات لم تأخذ وقتها الكافي، شخصيات اللعبة مجرد شخصيات عابرة قابلة للنسيان من اول لقاء! الشخصيات في اللعبة تشعر وكأنهم  دُمى لها اسماء واجساد بلا ارواح، وكل ما تفعله القصة هو ادخال شخصية تلو الأخرى بشكل فوضوي وغريب حتى سيصعب عليك تذكرهم لكثرتهم، بالطبع ليست كل الشخصيات سيئة، فـ على الأقل البطل “ايدن” كان له شخصية جيدة وبعض الشخصيات مثل “لوان” .

القصة تعود الى مسارها في الساعات الأخيرة بأحداث نوعًا ما مشوقة ولا استطيع القول انها لم تجعلني مهتمًا.. لكن الأحداث لم يتم البناء لها بالشكل الصحيح ولا حتى الشخصيات لذلك كان من الصعب فعلاً الأرتباط مع الأحداث والشخصيات وما يحصل لها، اظن لو ان القصة ركزت على بساطة اساس القصة في البداية وهدف “ايدن” وماضيه بدون محاولة تقديم قصة بمستوى اكبر من حجمها وركزت على بناء الشخصيات والأحداث بدون الحشو والتمطيط لخرجت بنتيجة مرضية حتمًا .

كلام الأستوديو عن تشعّب خيارات القصة ماهو الا وهم كـ تأثيرها، غالبية الخيارات في القصة مجرد وهم وليس لها تأثير اطلاقًا على احداث القصة، او بعضها يأثر بشكل بسيط على اشياء بسيطة لكن مهما كان اختيارك ستصل الى نفس النقطة، وبعض نتيجة الخيارات غير منطقية.. فـ مثلاً؛ تقف مع احد الأطراف طوال اللعبة! وخيار واحد عند النهاية يغير كل شيء ويجعلهم ينقلبوا ضدك.. ماذا حدث لخياراتي طوال اللعبة؟ لا شيء.. وكأنه خيارات النهاية فقط هي التي تحدد مصير القصة، فـ النهاية احتوت على خيارات لها تأثير واضح بشكل مرضي قليلاً .

متعة دموية

تركز اللعبة على القتال اليدوي مع عدة حركات مثل التفادي والصد وعدد وفير من الأسلحة بمختلف اشكالها وقوتها ووزنها، واللعبة تقدم جرعة RPG بسيطة اضافت لمسة جميلة لنظام اللعب بشكل عام فالملابس والدروع لها عدة خصائص مختلفة اكثر من كونها تجميلية، يمكنك ايضًا التعديل على الأسلحة واضافة لها خصائص وتأثيرات كالنار والثلج والسموم، بالأضافة الى تطوير العتاد والـ “Crafting” لصنع العلاجات او الادوات القتالية الجانبية كالمتفجرات والأفخاخ.. اضافات بسيطة لكنها جميلة ولها تأثير واضح على متعة اسلوب اللعب ككُل .

وبشكل عام؛ اسلوب القتال متقن وممتع حتى ولو كان بسيطًا، بل فاق توقعاتي وكان ادماني ايضًا والسبب يعود الى التوجه الدموي في القتال وبعض الحركات البسيطة التي جعلت من القتال مليء بالإثارة، فـ الدموية والشعور بالرضى التام عند قتلك للأعداء او الأحساس بضربة السلاح ووزنه على اجسادهم هو اساس المتعة والأدمان، فـ لا احدثك عن ذاك الشعور الرائع عندما تقطّع اطراف الاعداء بالأسلحة الحادة مع “Slow motions”، اوعندما تدمج القدرات القتالية مع الباركور وتطرح الأعداء ارضًا بركلة قوية مسرعًا، ثم تحطم رؤوسهم بقدمك لترى لوحة فنية من الدماء المتطاير! ياله من شعور لا يوصف! لم اشعر بالملل ابدًا من اسلوب القتال حتى على الرغم من التكرار البسيط في الأعداء سواءً بشرًا كانوا ام زومبي، ما يُعيب القتال والمواجهات هو النمطية المتكررة والذكاء الأصطناعي خاصة للبشر، هو ليس سيئًا بالضرورة لكن يصبح غريب في بعض الأحيان .

متعة Dying Light 2 الحقيقية!

ومع دمج تلك القدرات القتالية مع حركات الباركور يصبح بين ايدينا نظام لعب بهوية فريدة من نوعها ومميز للغاية، فـ اكثر ما يميز اسلوب اللعب في Dying Light 2 هو الباركور واسلوب التنقل.. حدثني عن المتعة! التحكم تم تصميمه على اعلى مستويات الأتقان لخلق متعة لامتناهية ولا مثيل لها، تحكم سلس وسريع الاستجابة وممتع بشكل لا يوصف.. وجدت نفسي في كثير من الأوقات لا افعل اي شي سوى التنقّل والقفز من مبنى الى آخر، ولا استطيع ان اتحدث عن متعة الباركور ولا اتحدث عن الانميشن وفيزيائية الحركة خلال الركض وحركات الباركور التي لعبت دورًا كبيرًا وساعدت في اظهار التنقّل والتحكم في ابهى صورة، كمية الجهد الذي تم بذله للعمل عليهم جعلت من التحكم يبدو اكثر واقعية بطريقة رائعة .

شجرة المهارات وتأثيرها

منذ اللحظات الأولى في اللعبة وحتى النهاية وتحكم الباركور والقتال محافظين على نفس الجودة والمتعة.. بل المتعة تزيد شيئاً فشيئا بفضل القيمة الكبيرة لشجرة المهارات الرائعة التي من شأنها تحسين التجربة وجعلها اكثر جاذبية، شجرة المهارات مقسمة الى قسمين؛ المهارات القتالية، ومهارات الباركور، كل مهارة من شجرة المهارات لها قيمة واضحة وتقدم اختلاف رائع وملحوظ في اسلوب لعبك سواءً للقتال او للباركور وستشعر دائمًا وكأن اسلوب اللعب يتجدد بأستمرار، فـ مثلاً مهارات الباركور توفر لك طرق مختلفة تسهّل التنقل في العالم وتدريجيًا وعند اكتساب كل مهارة ستجد نفسك قادرًا على الوصول الى اماكن جديدة او اماكن سابقة بطرق اسهل واسرع، دمج تلك المهارات مع بعضها يخلق مزيجًا رائعًا من الأبداع والحرية في التنقّل بأسلوبك المناسب .

رأيت العديد من الناس لم يعجبهم ان اللعبة تسلبك مهارات من المفترض انها رئيسية ومتواجدة منذ البداية.. لكني ارى العكس تمامًا! البداية المتواضعة تجعلني اقدّر كل مهارة اكتسبها بشكل اكبر حتى ولو كانت بسيطة، اضافة الى ذلك؛ من السهل الحصول على المهارات فاللعبة تقوم بمكافئتك بأستمرار سواءً من الأنشطة الجانبية التي سأتحدث عنها لاحقًا، او حتى بمجرد الركض والقفز من مكان الى آخر، جميعها تمنحك نقاط خبرة بأستمرار .

عالم تخطَّى مرحلة الأبداع

تحدثت سابقًا كيف ان الباركور متقن.. لكن في الواقع لن تظهر نتيجته الحقيقية الا عندما يقابله عالم مصمم خصيصًا لأسلوب الباركور ويساعد على استعمال تلك المهارات.. واطمئن! العالم ايضًا اخذ حصته هو الآخر بدرجة الأتقان، استوديو Techland قدّم عملاً ساحرًا يستحق الأحترام في الجانب الأبداعي والبصري لعالم اللعبة الذي تم تصميمه بعناية فائقة ومجهود كبير يُشكر عليه لخدمة الباركور على اكمل وجه بتوزيع متوازن للمنصات ومختلف الأشياء التي يمكنك القفز عليها او التسلّق فيها لاستمرارية الحركة، سواءً كان تنقلك على الارض وعلى اسطح منخفضة، او كان جوًا وعلى اسطح مرتفعة، دائمًا ستجد ما يعزز من حركتك ويساعد على التنقّل، المتعة لا تتوقف! 

كذلك عندما نتحدث من الناحية الشكلية.. على ان العالم مليء بالخراب والأماكن المظلمة والموحشة الا انه جميل بصريًا ومبهر بطريقة مميزة بمزيج رائع مابين الوحشية والجمال في الوقت نفسه ومليء بالألوان، ويحمل معه بيئات متنوعة ومذهلة بتصميم يعكس كارثة نهاية العالم بصورة رائعة، وعلى ان عالم اللعبة عملاق لكن لأول مرة لم القي بالاً للتنقّل السريع ابدًا! برأيي؛ استخدامه يؤثر سلبًا على تجربتك، بل يسلبك جزء كبير من متعة اللعبة.. فـ من الذي يريد الوصول الى وجهته بسرعة وهو يمتلك اسلوب تنقّل وعالم في غاية الأبداع؟

انشطة يوبيسوفتية ممتعة

اللعبة عالم مفتوح مع عدد كبير من الأنشطة الممتعة والأشياء التي تستطيع فعلها بجانب مهمات القصة مثل ابراج الطاحونة الهوائية التي تختبر قدرتك على التسلق والمحافظة على عداد التحمّل، او المناطق المظلمة والمهجورة كالمتاجر والمنازل والمستشفيات، والمخابىء والمعسكرات التي بأمكانك تصفيتها وتحويلها الى مناطق آمنة، وافضل تلك الأنشطة هي التحديات القتالية وتحديات الباركور الشبيهة بالسباق لأختبار قدرتك على استعمال مهارات الباركور والوصول الى منطقة معينة في فترة محددة، كذلك احد اهم الأنشطة هي محطات المياه والكهرباء التي وكأنها الغاز خفيفة وجميلة، بأمكانك تفعيلها وانت مخيّر في تخصيصها اما لقوات السلام ام الناجين، وكل طرف سيقوم ببناء شيئًا مختلفًا لمساعدتك، فـ مثلاً الناجين يقومون ببناء اشياء تساعدك على التنقل بطريقة أسهل مثل حبال التسلق، اما قوات السلام سيقومون ببناء اشياء تساعدك على مواجهة الزومبي كالفخاخ والأسلحة النارية، وغيره العديد من الأنشطة التي كانت ممتعة على الأقل في بدايتها.. فـ لعبتنا للأسف سلكت طريق التكرار واخذت يوبيسوفت نهجًا لها في معظم الأنشطة والمهمات ومتعتها تنخفض تدريجيًا بسبب وقوعها في دائرة التكرار، كل نوع من الأنشطة متواجد بكثرة وبشكل متكرر في جميع انحاء الخريطة ومع الوقت ربما تشعر بالتشبّع والملل من ادائها، وبعض الأنشطة مثل مناطق الأغاثة العالمية وبعض المناطق المظلمة عيبها ليس بكثرة وجودها فقط.. بل انه جميعها لها تصميم مشابه تمامًا! اللعبة حتى لم تحاول تغيير داخلها لذا ستفعل الشيء نفسه بالمعنى الحرفي، لكن بشكل عام؛ الأستكشاف ممتع والعالم مليء بالأسرار والفضول كان ملازمني دائمًا خلال التجول والسبب الأكبر يعود لتصميم عالم اللعبة واسلوب الباركور .

الخوف من الظلام!

ايضًا تم استغلال تعاقب الليل والنهار بشكل جميل لخدمة جانب الأستكشاف واضافت الكثير للتجربة ككُل والأختلاف بينهم يشعرك كما وانها تجربة متجددة ومختلفة، فـ مثلاً خلال وقت النهار يسهل التجول وتصبح الشوارع اكثر امانًا لذلك يمكنك التجول في العالم وانهاء الأنشطة او حتى اكمال القصة بحرية وبدون عوائق، حيث ان اعداد الزومبي التي تجوب الشوارع قليلة وغالبًا ماتكون مختبئة، اما في اوقات الليل؛ سيخرجون اقوى انواع الزومبي من مخابئهم ليسيطرون على الشوارع بأنتظار خروجك لمطاردتك بوحشية! الشوارع ستصبح مليئة بحشود واعداد هائلة من الزومبي وسيصبح التنقّل في المناطق المنخفضة شاقًا، لكن في الوقت نفسه سيكون هناك مكافئات قيمة بأنتظارك ايضًا! فـ عدد كبير من الزومبي يخرجون ليلاً من مخابئهم المظلمة الى الشوارع، لذلك ستكون لديك فرصة ذهبية للتسلل داخل مخابئهم لجمع الأدوات القيّمة.. بل الليل هو فرصتك الوحيدة! هل انت مستعدًا للمخاطرة والخروج ليلاً وسط حشود من الزومبي من اجلها؟

اللعبة تشجع على التجول والأستكشاف ليلاً بطريقة رائعة وتكافئك على شجاعتك، فـ بمجرد تجولك خلال الليل ونجاتك من الزومبي يمنحك نقاط خبرة اضافية وكلما زادت المدة التي تتجول فيها زادت المكافاة لكن عند موتك ستخسرها بأكملها، بالطبع بأمكانك النوم وتخطي فترة الليل ان كنت لا تملك الشجاعة الكافية للخروج! اضافة الى ذلك؛ هناك نشاطات ليلية في اماكن لا يمكنك دخولها الا خلال الليل عندما يخرجون الزوىبي منها والتي تقدم مكافئات قيمّة للغاية تساعد على تطوير اللاعب بشكل افضل من مكافئات النهار، او الوحوش القوية الي تتجول ليلاً وتمنحك ادوات قيمة عند هزيمتها.. بأختصار هناك دافعًا مستمرًا للأستكشاف خلال الليل .

لكن الأمر ليس سهلاً كما تعتقد.. فـ عدوك الأول ليس حشود الزومبي.. بل الوقت! جلوسك في الأماكن المظلمة يعرضك للتحول، ومن ثم الهلاك! فالبطل مصابًا بعدوى تجعله غير قادر على الجلوس في الظلام الا لدقائق معدودة، وسيكون هناك عدّاد مناعة ظاهرًا امامك على الشاشة وهو عداد تنازلي وحين ينفذ؟ ستموت، ستكون بحاجة الى الأشعة البنفسجية في مناطق الأمان لإعادة ملىء العدّاد مجددًا والنجاة قبل ان ينفذ، فكرة رائعة قدمت رعب اضافي لفترة الليل وجعلت منها مليئة بالتوتر والإثارة مابين الهروب والنجاة من حشود الزومبي، ومابين مراقبة عدّاد المناعة من جهة اخرى.. تضعك اللعبة تحت ضغط مستمر واحساس مثير بالرغبة في النجاة والمخاطرة من اجل المكافئات القيّمة .

المشكلة الأكبر ان اللعبة تفقد هذا الجانب وتتخلّى عنه بسرعة، على ان اللعبة لازات تقدم مكافئات قيمّة خلال الليل لكن ينخفض عامل التوتر والخوف تدريجيًا مع تقدمك في اللعبة.. بل يكاد يصبح معدومًا! والسبب يعود لتواجد العديد من المناطق الآمنة المزودة بالأشعة البنفسجية، ومع تقدمي اصبحت لا ابالي بالعدّاد التنزالي ولفكرة التحول نظرًا لكثرة المناطق الآمنة وسهولة استرجاع المناعة، اضافة الى ذلك؛ عند تطوير شخصيتك اكثر يزداد الوقت المتطلّب لنفاذ عدّاد المناعة بشكل مبالغ، لذلك سيكون لديك وقت طويل وكافي للأستكشاف بدون القلق بشأن نفاذها، عندها تصبح فكرة المناعة والتحول وجودها من عدمها ولا تقدم اي نتيجة وسيمحى عامل الضغط والتوتر التي تضعك فيه اللعبة منذ البداية.. قد تكون اللعبة وفقّت في اضافتها لأثراء التجربة الليلية لكنها تم تنجح في المحافظة عليها وجعلها متوازنة مع تقدم وتطوّر اللاعب .

المهمات الرئيسية والجانبية

عندما يتعلق الأمر في المهمات الرئيسية فـ تم تصميمها كان كارثيًا.. كارثيًا فعلاً! بل انها احد اسوأ المهمات التي رأيتها مؤخرًا، المهمات الرئيسية عبارة عن؛ اذهب الى ذاك المكان وتحدث الى الشخص المعيّن، وعند ذهابك الى الشخص المطلوب يخبرك ان تذهب الى شخص آخر، وعندما تذهب الى الشخص الآخر يخبرك ان تذهب الى مكان آخر، وهكذا الى حين تنتهي المهمة.. دائرة مفرغة من التكرار والملل! وظيفة تلك المهمات هي زيادة عمر اللعبة فقط بدون اي هدف وجميع المهمات تسير على هذا الأسلوب، توجد مهمات مطاردة لها جو اكشن رائع ومليء بالإثارة لكنها عددها بسيطًا مقارنة بعدد مهمات اللعبة .

المهمات الجانبية متفاوتة في مستواها وقلّة منها يتّبع اسلوب المهمات الرئيسية، لكني متأكد قطعًا انها افضل بمراحل من المهمات الرئيسية، المهمات الجانبية متنوعة في مواضيعها والعديد منها لها قصص مثيرة للأهتمام بكتابة رائعة على خلاف القصة الرئيسية، وتمنحك نظرة واسعة عن عالم اللعبة بأبعاد مختلفة عن اسلوب حياة البشر في عالم حلّت نهايته وكيفية تعايشهم .

التصوير

رسومات اللعبة ومظهرها قد لا يبدو قويًا لكنها جيدًا جدًا وجميلة من ناحية الألوان ومناظر العالم الخلاّبة، ومن الناحية التقنية، فاللعبة قدمت مستوى ثابت في الأطارات على اعدادات مترفعة بدون اي هبوط، لكن من جهة اخرى فاللعبة لم تخلوا من العيوب والمشاكل، نسخة الحاسب الشخصي لا تعاني من مشاكل واخطاء عديدة كـ اللتي في نسخ اجهزة الكونسل، بل مقارنة معها قد استطيع القول انها جيدة جدًا، وشخصيًا تجربتي كادت ان تكون سليمة لولا اخطاء المهمات التي تمنعني من استكمال المهمة والتي ظهرت بعد احد التحديثات وعندما وصلت الى نصف اللعبة تقريبًأ، وتلك المشكلة تكررت علي بشكل مزعج وتجبرني في كل مرة على الخروج من اللعبة والدخول مجددًا.. فـ مثلا احد المهمات طلبت مني اللعبة هزيمة جميع الزومبي، وعند هزيمتهم؟ لم يحدث شيء، واتضح ان اللعبة لم تستطع استيعاب انني قمت هزيمتهم بالفعل ولا زالت تطلب مني هزيمتهم، او لا يمكنني التفاعل مع الأشياء من حولي، تطلب مني اللعبة تشغيل الكهرباء لكن يختفي زر التفاعل ولا استطيع ان افعل اي شي، تكررت تلك المشكلة طوال اللعبة، واللعب التعاوني ايضًا يعاني من مشاكل في الأتصال في بعض الأحيان، واللعبة فجأة تقرر تنهي الجلسة بدون اي سبب، كذلك تعابير وجوه الشخصيات كان غريبًا بطريقة مستفزة في اغلب الأحيان وليس دقيقًا .

مقطوعات موسيقية عبقرية!

منذ استماعي لشاشة البداية.. اذهلت تمامًا بجودة الموسيقى، المقطوعات الموسيقية في اللعبة اكثر من رائعة، والأمر لا يقتصر فقط على روعتها بل ببراعة توظيفها وقوة حضورها خلال اللعبة، وصدقني.. Techland استطاعوا توظيف الموسيقى بشكل عبقري ومبهر للغاية! دائمًا ماتكون الموسيقى لها وزن ثقيل خلال احداث اللعبة وحتى خلال التجول وساعدت على جعل التجربة افضل، فـ على سبيل المثال عند الركض وعمل حركات الباركور، تبدأ موسيقى حماسيو تشجع على الأستمرار بشكل رائع ويزداد ايقاعها مع استمرارك اكثر، واما من ناحية الأداء الصوتي، معظم الشخصيات قدموا اداءً متواضعًا بأستثناء البطل “ايدن”، ادائه كان رائعًا .

القصة - 5
اسلوب اللعب - 8
التصوير - 6
الاصوات - 9

7

لعبة ممتعة تميّزت بأسلوب لعب ادماني وفريد من نوعه مع تحكّم باركور في غاية الإتقان وتوظيف عبقري للمقطوعات الموسيقية، Dying Light 2 قضيت فيها وقتًا ممتعًا لا يُنسى خاصة مع الـ Co-op، الا انها في الوقت نفسه؛ لم تكن تلك التجربة التي تطلّعت اليها متعطشًا لتجربتها ويقابل تلك المتعة مشاكل عديدة اثرت بشكل اساسي على التجربة كالأخطاء التقنية وسوء القصة ومهماتها، اللعبة في اغلب الأوقات تبدو "محبطة" اكثر من كونها "ممتعة".

تقييم المستخدمون: لم يتم التصويت بعد !

Reyo

محرر ومراجع في فريق الهب، مهتم بمجال الألعاب ومعرفه اخر اخبارها وتستهويني جميع الألعاب لا يهم ماهو تصنيفها الأهم ان تقدم لي "المتعه"، محب لسلسلة ياكوزا
زر الذهاب إلى الأعلى