مراجعة وتقييم : High on life
مقدمة ومعلومات عامة
لم اكن من المهتمين كثيرًا في لعبة “High on life”، لكن عروضها الترويجية كانت ممتعة وبدت لي انها لعبة كوميدية واعدة، فهل كانت اللعبة بمستوى عروضها؟ اللعبة من تطوير استوديو Squanch Games المشارك في تأسيسه “Justin Roiland” احد مؤسسين السلسلة الكرتونية “Rick and Morty” الشهيرة .
تاريخ الاصدار
2022/12/13
مدة اللعبة
8-5 ساعات
نوع اللعبة
تصويب
المطور
Squanch Games
الاجهزة
boxONE, XboxSeries, PC
جهاز المراجعة
PC
قصة بسيطة
تبدأ اللعبة مُباشرة في لعبة تصويب برسوم البكسلات كما وانك قمت بتشغيل لعبة أخرى عن طريق الخطأ، ليتضّح أن بطل القصة جالسًا على حاسوبه مستمتعًا بتلك اللعبة، وبشكل مفاجئ تتعرض الأرض لهجوم من قبل كائنات فضائية تسعى لاختطاف البشر واستعمالهم كـ “مخدرات”، يلتقي عندها بالسلاح الناطق والكائن الفضائي “Kenny” ليخبره أن الأرض سيتم احتلالها وعليهم الهرب للفضاء لينجوا بحياتهم، ينتهي بك المطاف الى احد المدن الفضائية بمهمة صائد جوائز ومسافرًا بين المجرات للإنتقام وهزيمة “Garmantuous” ومطاردة رفاقه لإنقاذ كوكب الأرض.
القصة سطحية وبسيطة للغاية مع تقديم ممل وشخصيات ضعيفة “بإستثناء الأسلحة”، لكن ما يميزها هو الطابع الكوميدي وطرحها الساخر في حوارتها وأحداثها بالإضافة للمواقف واللحظات الهزلية التي تصادفك من حين الى آخر عند التفاعل مع الشخصيات من حولك، الأستوديو لا يحاول تقديم قصة قوية وجذابة، بل مجرّد قصة هزلية لا تأخذ نفسها بجدية ابدًا وهذا ما يميّزها، فـ إن كنت تبحث عن قصة جذابة بأحداثها وشخصياتها.. فقد لا تجد ضالتك هنا، ونظرًا إنها تجربة كوميدية؛ ليس غريبًا أن تجد اختلافًا كبيرًا في الآراء حول التجربة ككُل، يحصل هذا كثيرًا في أغلب الأعمال الكوميدية وفي اعتقادي أن هذا قد حصل بالفعل مع “High on life”، فـ تحديد جودة الكوميديا والنكت التي يتم إلقائها أمر شخصي ويعود تمامًا للمُتلقي.
اذن كيف كانت الكوميديا؟
الكوميديا سوداوية في مُعظم الأوقات مع توجه يميل الى الشتائم وقليل من الإيحاءات الجنسية لذلك قد لا تلائم للبعض، وشخصيًا أرى أن الكوميديا مُتفاوتة بشكل كبير في مستواها، نعم هناك لحظات وحوارات بنكت مُضحكة ورائعة، لكن معظمها كانت سخيفة ومملة وبعض الأحيان تصل الى حد الاشمئزاز، بشكل عام الكوميديا جيدة الى حد ما، ربما ما يستحق الثناء هي التفاصيل في عالم اللعبة والتي تعكس إهتمام الأستوديو في صقل التجربة خاصة من الناحية الكوميدية، إضافات بدت بسيطة لكنها تشكّل فارق ملحوظ.
الأسلحة الناطقة
المحرّك الرئيسي للكوميديا في اللعبة هي الأسلحة الناطقة او كائنات الـ “Gattliens” التي تشكّل جزءًا كبيرًا من الحوارات وساعدت على جعل التجربة أكثر تميزًا بإضفاء المزيد من الفكاهة حتى مع تدني المستوى الكوميدي، لأكون صريحًا.. راودتني بعض الشكوك من فكرة حديث الأسلحة مع اللاعب طوال الوقت، فقد يصبح كثرة حديثهم مزعجًا و يشتت تركيز اللاعب، لكن يجب أن أشيد بالاستوديو لتطبيق تلك الفكرة بأفضل شكل ممكن، فكرة بسيطة تحولت من شك مُقلق إلى اقوى النقاط الإيجابية في اللعبة، الأسلحة الناطقة هم من حملوا اللعبة على أكتافهم.
نعم.. الأسلحة مزعجة وثرثارة بشكل لا يُصدق ولا تتوقف عن الحديث، لكن لم أتصور قط ان إزعاجهم سيكون بتلك الروعة، إنهم يتحدثون عن كل شيء.. كل شيء! قد تجدهم يتحدثون بتعليقات مُضحكة عن موضوعات قد لا تُطرى على البال وتصل احيانًا إلى كسر الجدار الرابع في توقيت مثالي، واحيانًا يقومون بالثناء على أفعالك عند إصابة اعدائك بنجاح، او توبيخك على سوء دقة التصويب لديك او عندما تُخالف تعليماتهم او تفعل شيئًا خاطئًا، أو حتى تنبيهك وتوجيهك خلال الرحلة والمواجهات، انهم يتحدثون حتى على أبسط الأشياء التي تصادفك خلال الرحلة وكل ذلك يتم بأسلوب ساخر و رائع للغاية، كل سلاح من الأسلحة يمتلك شخصية مميّزة ومُختلفة عن الآخر، وعند التحدّث مع احد الـ NPC؛ السلاح الذي يتم تجهيزه في يد اللاعب هو الذي سيتحدث مع الشخصية، ونجد أن كل منهم يختلف في حواراته وآراؤه وطريقة معاملته للآخرين.
احد الأشياء المُحبطة والتي بنظري اثرت على مستوى اللعبة هي شخصية اللاعب الصامتة، كان من الممكن الحصول على لحظات طريفة ورائعة تزيد من الهزلية والفكاهة في الجو العام للعبة بين الأسلحة وشخصية اللاعب مثل الخلافات وغيرها.
جديرًا بالذكر
ان كنت لا تتحمل كثرة حديثهم فـ لا تقلق، هناك خيار في الاعدادات بإمكانه تخفيف ثرثرتهم او حتى إزالتها بالكامل .
متعة محدودة
لعبة “High on life” من منظور الشخص الأول بنظام تصويب مقبول بمتعة محدودة والسبب يعود لميكانيكيات اللعبة الهزيلة وأفكارها الإعتيادية والبسيطة، يقابلهم تصميم مواجهات فوضوي في كثير من الأحيان وليست مصقولة بما فيه الكفاية مع عشوائية مُزعجة في طريقة تصميم حركة الأعداء وهجومهم وتوزيعهم، احيانًا تجدهم عاجزين عن الحركة بسبب تعلقهم في الجدران او الجمادات المحيطة في البيئة.. لا اعلم ان كانت مشكلة تقنية او بسبب سوء الذكاء الإصطناعي ولكن تكرر ذلك اكثر من مرة.
أسلوب اللعب بشكل عام محدود ويعاني من التكرار في بعض الجوانب لعدم وجود تنويع كافي، مثل الأعداء واشكالهم وطريقة سير المواجهات وأسلوب التقدم في المراحل، والتي دائمًا ما تبدأ بمواجهات “Waves” عشوائية مع الأعداء والقليل من لعب المنصات، ثم لغز بسيط حتى تصل الى زعيم المنطقة وهزيمته للحصول على سلاح جديد، نعم اللعبة حاولت إضافة بعض الأفكار في المراحل لتجنّب التكرار مثل عناصر الميترويدفينيا وتخطي عقبات كل مرحلة بإستخدام قدرة مُختلفة، لكنها لازالت افكار محدودة بإستعمالات بسيطة ولا تشكّل فارق كبير، لحسن الحظ أن مدة اللعبة قصيرة، كنت سأفقد إهتمامي باللعبة أن زادت ساعاتها خاصة ان اللعبة حتى في أعلى صعوبة تعاني من سهولة مُفرطة، مواجهات الزعماء هي الوحيدة التي تحمل معها قليل من التحدي، وكانت من امتع جزئيات اللعبة.
نظام التقدم بصفتك “صائد جوائز” يتمحور حول مطاردة عصابة “G3” وهزيمتهم من خلال تتبعهم من الآلة التي في منزلك والتي تمنحك إمكانية السفر بين المجرات الى الكواكب حيث أماكنهم، الكواكب متنوعة وعالم اللعبة بشكل عام لا يصنّف كـ عالم مفتوح ولكن توجد إنفتاحية وقابلية جيدة في الإستكشاف مع أفكار جيدة في طريقة الإستكشاف والتنقل بين المنصات، لكن الأمر الذي لا يشجع على الإستكشاف هو تكرار المكافئات التي قد تعثر عليها خلال إستكشافك .
جوهر اللعبة واكثر ما يميّز اسلوب اللعب هم اسلحة الـ “Gattliens“، نعم تلك الأسلحة تجيد فعل شيء غير الثرثرة، ستبدأ رحلتك اولاً مع “Kenny” وعتاد بسيط، لكن خلال تقدمك تدريجيًا ستحصل على عتاد جديد مع توسيع إمكانياتك في المواجهات. وهزيمة كل زعيم سيمنحك سلاح جديد وكل سلاح يمتلك أسلوب هجومي وطلقات بأسلوب مُختلف مع قدرة ثانوية تساعدك اثناء المواجهات وخارجها ايضًا لتخطي العقبات في المراحل ولعب المنصات وحل الألغاز لإضفاء تنويع جيد في التقدم، فـ الحصول على عتاد او اسلحة جديدة تمنحك الإمكانية على الوصول الى مناطق جديدة في مواقع سابقة سبق لك زيارتها بالفعل للحصول على مكافئات او ما شابه، مما يساعد على إضافة طابع ميترويدفينيا جيد، على سبيل المثال سلاح “Gus” اشبه بالبندقية، قصير المدى ولكن فعال وينتج ضرر عالي، وتمنحك قدرته الثانوية على إطلاق منصات في بعض الأماكن المحددة للتسلق عليها واجتيازها.
التصوير
التوجه الفني للعبة والطابع الكرتوني الظريف في عالمها وتصميم الشخصيات والأسلحة خاصة جميلة وتضيف الكثير للجو الفكاهي والساخر للعبة والتجربة بشكل عام، كذلك مظهر الكواكب والمدن المستقبلية والبيئات هي الأخرى رائعة بألوانها ومناظرها حتى مع بساطة الرسوم.
الأصوات
هل تعلم بتلك الأعمال التي تضع بصمتها قي ذاكرتك بألحانها من شدة روعتها؟ “High on life” نححت في ذلك.. ولكن بطريقة مُعاكسة، مقطوعات اللعبة الموسيقية والحانها والأصوات بشكل عام ضعيفة ولم تكتفي بذلك فقط، بل مزعجة في كثير من الأحيان واثرت بشكل سلبي على التجربة، ولم تضع بصمتها الا من شدة سوءها. اما من ناحية الأداء الصوتي؛ فـ ببساطة الأداء في اللعبة يدخل ضمن قائمة افضل اداء صوتي لعام 2022، اداء مذهل خاصة من الأسلحة الناطقة، وجزء كبير من شخصياتهم المتميّزة والكوميديا كانت بسبب إبداع مؤدين الأصوات الذين استطاعوا تقديم الشخصيات ببراعة، مؤدي صوت “Kenny” هو نفسه مؤدي صوت “Rick” السلسلة الكرتونية “Rick and Morty”.
القصة - 6
اسلوب اللعب - 5
التصوير - 7
الاصوات - 6
6
تجربة كوميدية جيدة ومسلية احيانًا بتفاوت ملحوظ في مستوى حواراتها وطرحها، مع أسلوب لعب محدود بميكانيكيات هزيلة ومواجهات ليست مصقولة بما فيه الكفاية، ولكن ان كنت تبحث عن تجربة كوميدية ولا تُمانع من بعض التنازلات في أسلوب اللعب، فلا مانع من تجربتها نظرًا لتوفرها مجانًا على خدمة الـ Game Pass، حيث أن الكوميديا أمر شخصي وتحديد مستواها يعود للمُتلقي، مع العلم أنها سوداوية وقد لا تكون مُناسبة للجميع .