مراجعة وتقييم : Nobody Saves The World
مقدمة ومعلومات عامة
استوديو Drinkbox الذي عمل سابقًا على عدة العاب مثل Guacamelee و Severed يعود لنا هذه المرة بلعبة RPG جديدة بأسم “Nobody Saves The World”، ويبدو انها استطاعت ان تضمن لها مكانًا ضمن قائمة افضل الألعاب المستقلة لعام 2022 من بداية هذا العام، اللعبة مليئة بالأشياء الممتعة التي تجعلها تستحق التجربة ونجحت في جوانب عديدة لكنها ايضًا اخفقت في صقل الأخرى، والجدير بالذكر ان اللعبة متوفرة مجانًا لمشتركين خدمة الـ Game pass .
تاريخ الأصدار
2022/1/18
مدة اللعبة
20-15 ساعة
نوع اللعبة
اكشن، RPG ،Dungeon-crawler
المطور
Drinkbox Studios
الأجهزة
PC, Xbox(One,S,X)
جهاز المراجعة
PC
قصة مرحة
تبدا القصة عندما تستيقظ في احد المنازل مصابًا بفقدان الذاكرة ويتضح ان العالم يواجه كارثة من شأنها القضاء على العالم، الساحر الوحيد القادر على ايقاف تلك الكارثة هو “Nostramagus” الذي اختفى لأسباب غامضة، تبدأ مهمتك في محاولة العثور على عدد من الشظايا لأصلاح آلة قادرة على احضار الساحر لأنقاذ العالم من الكارثة .
القصة ليست مهمة في اللعبة لكنها مستهلكة بشكل كبير وممل في العديد من الألعاب، “اجمع عدد معين من القطع لأنقاذ العالم” وغالبًا تجدها اكثر في العاب المنصات، هذا النوع من القصص يتم استعماله لمنح اللاعب دافعًا للتقدم فقط، واللعبة لا تنجح دائمًا في منح اللاعب دافعًا لدرجة انني نسيت تمامًا امر القصة ووجود الكارثة في كثير من الأحيان لكنها كانت مقبولة بحواراتها المضحكة والفكاهية، فـ على الرغم من جدية الأمر “انقاذ العالم” الا ان اللعبة تأخذ القصة بطريقة مرحة وفكاهية وهذا ما جعلها ممتعة بشكل مقبول .
نظام لعب ذكي ومميز
نظام اللعبة اكشن RPG وتحديدًا Dungeon-crawler واللعبة مشابهة لألعاب زيلدا بنظام 2D القديمة التي تقدم عالم واسع لأستكشافه مع العديد من المغارات والمهمات الجانبية، اسلوب القتال بسيط ومتواضع للغاية لذا قد تبدو بداية اللعبة ثقيلة وربما مملة ويصعب تقبلها قليلاً خاصة انها اخذت وقتًأ اطول من اللازم للتعريف عن نفسها، لكن ما ان تبدأ اللعبة في تقديم افكارها تدرك الى اي درجة هي مميزة وممتعة حتى ولو كانت تحتوي على بعض الملاحظات .
على بساطة نظام القتال الا ان اللعبة تنجح في تقديمه مع أفكار رائعة ومميزة تنقذها من دوامة التكرار والملل وتجعلها لعبة ممتعة وادمانية وتصنع لنفسها بذلك هوية مميزة ولعل ابرزها هو امتلاك البطل لعصا سحرية التي تمنحه القدرة على التحول لعدة مخلوقات مختلفة بشرًا كانوا ام حيوانات، وكل شخصية مميزة عن الأخرى بقدراتها واسلوبها في القتال وهذا ما يجعل من اللعب متنوع بشكل كبير ومتجدد دائمًا وتلك المصدر الأول لمتعة اللعبة، وبعض الشخصيات قد تساعدك لأكتشاف مناطق جديدة ايضًا، مثلاً هناك طرق صغيرة لا يمكنك عبورها الا بأستعمال الفأر، او أستعمال مخلوقات برمائية او طائرة لعبور النهر والمناطق المائية، لكن حتى مع كمية المخلوقات التي يمكنك التحول اليها تظل ميكانيكيات القتال متواضعة لذا قد تبدو فكرة التحول بسيطة ولكنها مميزة بذاتها وبالطريقة التي تم تقديمها لخدمة تنوع اللعبة ومتعتها .
ومع تقدمك يصبح اسلوب اللعب ممتع ومثيرًا للأهتمام بشكل اكبر بفضل الخيارات الواسعة في تخصيص الشخصيات التي تمنحك الحرية على دمج قدرات الشخصيات مع بعضها وتخصيصها بحرية رائعة لكن مع البقاء على نفس احصائياتها كـ عداد الصحة والقوة والسرعة وغيرها، مثلا؛ تقوم بمنح الحصان قدرة السم الخاصة بالفأر وقدرة النار الخاصة بالتنين، او تمنح الشخصيات البطيئة قدرة الركض الخاصة بالحصان، فكرة رائعة وتضيف عمقًا لنظام لعب بأساس وميكانيكيات بسيطة وتشجع على تجربة الشخصيات بقدرات وتخصيصات مختلفة .
وبشكل عام؛ نظام اللعب ذكي ويحفز فضول اللاعب للأستمرار في اللعب دون توقف لأكتشاف الشخصيات الجديدة لتجربتها وتجربة قدراتها وبشجع ايضًا على تجربة مختلف الشخصيات بدلاً من الأستمرار على شخصية واحدة، فـ لديك قائمة بمهمات متجددة بأستمرار وهي عبارة عن تحديات صغيرة وبسيطة وعند انهائها تكسب نقاط خبرة بالأضافة الى النجوم التي تساعدك على دخول بعض المغارات التي تتطلب عدد معين من النجوم واللعبة بأكملها قائمة على فكرة اداء التحديات، وكل شخصية من الشخصيات لها مهماتها الخاصة مثلا “اقتل 50 بأستعمال سم الفأر” ومع انهاء تحدياتها يمكنك رفع مستوى الشخصية للحصول على قدرات وشخصيات جديدة فـ بعض الشخصيات لا يمكنك فتحها الا برفع شخصيات معينة الى مستوى محدد، مما يعني ان هناك دافعًا مستمرًا لتجربة الشخصيات واللعبة تشجعلك على ذلك بطريقة ممتعة ذكية .
لكن على الرغم انه مع تقدمك يصبح القتال افضل بفضل تنوع الشخصيات وتخصيصاتها.. لكن بالمقابل هناك مشكلة حقيقية تبدأ في الظهور تدريجيًا مع فتح الشخصيات، فالتبديل بين عدد كبير من الشخصيات يصبح شاقًا ومزعجًا للغاية فـ لا توجد اختصارات لتسهيل التبديل بين 15 شخصية، واضافة الى ذلك الوقت لا يتباطء عند التبديل ولا يمكنك حتى الحركة عند فتح القائمة مما يعني انك عندما تكون وسط مجموعة كبيرة من الأعداء سيكون التبديل امرًا مستحيلاً دون تلقي بعض الضرر او حتى الموت خاصة في المراحل المتقدمة التي ستكون فيها بحاجة الى التبديل السريع بين عدة شخصيات في وقت قياسي.. من المؤسف ان اللعبة في حين انها تشجع على استعمال مختلف الشخصيات لكنها في الوقت نفسه لا تمنحك طريقة سلسة للتبديل، كذلك التحكم بالشخصيات ذات المدى البعيد تصميمها وطريقة التحكم بها كانت غير مريحة وثقيلة، حيث ان هجومها مقتصرًا بطريقة عمودية وافقية فقط ولا اعلم لماذا تم تصميمها بتلك الطريقة المزعجة التي جعلتني اتجنب اللعب بتلك الشخصيات في كثير من الأحيان بسبب استعمالها الغير مريح خاصة عندما يكون هناك مجموعة من الأعداء في جميع الأتجاهات .
فيما يخص جانب الأستكشاف، فـ لا يوجد الكثير لفعله في اللعبة لكنها تقدم محتوى مرضي وممتع ويعطي دافعًا لأستكشاف عالمها ولو كان قليلاً، وما يساعد ذلك هو تصميم العالم وبيئاته المتنوعة من مناطق صحراوية وممطرة والكهوف والأنهار جعل من التجول بحد ذاته ممتعًا، قد تجد فراشات لزيادة عداد السحر او بعض الكنوز، او انهاء بعض النشاطات والتحديات البسيطة والمهمات الجانبية الممتعة والفكاهية، او المغارات الذي يشكلون جزءًا رئيسيًا في محتوى اللعبة والتقدم، وحديثًا عن المغارات؛ تصميمها كان جيدًا جدًا وتجبرك على استكشاف اعماقها وتم تصميمها لاعادة تصميم نفسها عشوائيًَا عند موتك مع المحافظة على هويتها، المغارات تشجع ايضًا على استعمال شخصيات مخلتفة وتجبرك على ذلك فـ كل مغارة تقدم نوع معين من الأعداء بحاجز من عناصر مختلفة مثل الضوء والظلام وغيره، ولا يمكنك مهاجمتهم الا بأستعمال شخصيات ذات العنصر نفسه لكسر ذلك الحاجز .
الجانب السلبي في تلك المغارات انها بسيطة في تصميمها اكثر من اللازم وعدد كبير منها مكرر ولا يقدم الا اختلافات بسيطة سواءًا في عقباتها او تحدياتها او حتى طريقة التقدم في داخلها، هناك مغارات تقدم قوانين مختلفة وتحدي بنوع مختلف؛ مثلاً احد المغارات نسبة الضرر فيه x99999 اي كل ما يتطلب الأمر لخسارتك هي ضربة، او احدهم يزيد من ضرر للاعداء او صحتهم بنسبة معينة، لكنه كانت قليلة مقارنة في عدد المغارات وقد لا تشعر بأن هناك اختلاف بينها الا بشكل بسيط جدًا، وحتى في طريقة التقدم لاتوجد الا طريقتين؛ اما البحث عن المفاتيح، او قتل عدد معين من الأعداء، كذلك عقباتها؛ اما سموم او نار.. تكرار وبساطة الأختلاف بين المغارات نظرًا لعددها قد يشعرك بنوع من التكرار والملل مع مرور الوقت خاصة عند انهاء عدد كبير منها، كان من الرائع لو تم اضافة تحديات وتنوع اكبر للتقدم او في العقبات داخلها، مثلاً اضافة عقبات اكثر واضافة الغاز بسيطة تتطلب استعمال متنوع لقدرات الشخصيات، ستصبح تلك المغارات ممتعة بشكل اكبر .
وكما قلت سابقًا، احببت الطريقة التي تشجع بها اللعبة لأستعمال الشخصيات الأخرى واداء مهماتها، لكن اللعبة في بعض الأحيان تجبرك على انهاء تلك المهمات او انهاء المحتوى الجانبي والمهمات الأختيارية بشكل مبالغ فيه وممل وغير متزن، مما ادى الى زيادة عمر اللعبة الى درجة الملل والتشبع وبدأت افقد الأهتمام تدريجيًا عندما حصلت على جميع الشخصيات بعد ما فعلت الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وشعرت ان اللعبة بدأت بفقدان بريقها مع ان لازال امامي وقت طويل في اللعبة قبل الوصول الى النهاية، فـ بعض المغارات الرئيسية للتقدم في نهاية اللعبة تطلب منك 65 نجمة قبل دخولها، وهناك برجين في النهاية.. مما يعني ان عليك جمع 130 نجمة! وكل مهمة من المهمات تمنحك نجمة واحدة فقط لذا عليك انهاء العديد من المهمات المتتالية بشكل اجباري ومبالغ فيه خاصة ان مهمات الشخصيات مع الوقت تصبح مكررة لأشياء فعلتها سابقًا، على سبيل المثال مهمة “اقتل 50 بأستعمال سم الفأر” ستذهب الى الفارس او الحصان ويجب عليك استعارة قدرة الفأر للحصان وتكرار ما فعلته، ليست كل المهمات المتكررة مزعجة لكن كان من الأفضل تقليل عددها وكان بأمكانهم تقليل عدد النجوم المطلوبة او المهمات المطلوبة لرفع مستوى الشخصيات لتجنب تكرار مهماتها وتجنب الملل بسبب طول مدة اللعبة .
التصوير & الأصوات
توجه اللعبة جميل ورسوماتها ظريفة بتصميم شخصياتها الكرتوني والوانها التي تعطي روحًا لعالمها وبيئاته، واكثر ما ابهرني هو الأبداع والخيال في التصميم الخارجي للمغارات وتفاصيلها، حينما تقترب من تلك المغارات تبتعد الصورة عن اللاعب بحركة رائعة ليظهر شكل المغارة كاملاً في مظهر مبهر كما وانها لوحة فنية، الموسيقى في اللعبة ليست مميزة لكنها جيدة وتخدم اللعبة .
السلبيات :
- بداية طويلة وثقيلة وغير مشجعة
- التبديل الشاق بين الشخصيات وعدم سلاسته
- التحكم بالشخصيات ذات المدى البعيد غير مريح
- مدة اللعبة المبالغ فيها مقابل ما تقدمه من محتوى
- تكرار في عدد من المغارات وبساطة تصميمها
القصة - 6
اسلوب اللعب - 8.5
التصوير - 9
الاصوات - 8.5
8
تجربة مميزة وفريدة قدمت نظام لعب ذكي وممتع ببساطته ومميز بأفكاره التي اضافت عمقا لأساسها وجعلت منها لعبة ادمانية حتى مع بساطة الميكانيكيات فـ قوة اللعبة ومقدار متعتها هي انها متجددة دائما بشخصياتها وتشجع على التنويع، لكنها لا تنجح في المحافظة على تلك المتعة وتبدأ تدريجيًا بفقدان بريقها، "Nobody Saves The World" قد لا تكون خالية من العيوب لكنها من الألعاب الممتعة التي ستجد فيها ما يشعرك بالرضى في النهاية حتى مع جميع ملاحظاتها .