
المقدمة:
تعود إلينا إحدى أكثر تجارب «الأكشن» المحبوبة «Onimusha 2» بحلة محدثة، وبهذه المناسبة سأشارككم انطباعنا الأولي حول جودتها، ونذكر الجديد بالنسخة المحسنة، لنرى ما إن كانت حقًا تجربة جذّابة، أم أن حب اللاعبين لها عبر السنين أشعل عاطفتهم، وأعمى بصيرتهم برغبات عودتها؟
الإنطباعات:
توزيع الأزرار من البداية ستلاحظ امتيازه وأريحيته على يد اللاعب كلعبة «الأكشن»، كيف أزرار القتال والصد متوزعة بشكل لا يعيقك، وغيرها. يميز لعب «الأكشن» رتمه السريع والبطيء بفضل العناصر الإدارية التي أضافتها السلسلة مع فكرة امتصاص الأرواح.
يظهر «الأكشن» بسيطًا لكون الضرب يتم بزر واحد، لكنه في الواقع أوسع بكثير من ذلك، فبحسب وضعيتك، وحركة عصا التحكم، ونوع العدو، ووضعه تختلف حسبة اللعب، وقيمة الضرب، وكلما تتقدم تتشعب اللعبة بفتح أسلحة، وحركات، وأعداء مختلفين يغيرون بالفعل من اللعب، وليس محض تنويع فارغ كالعديد من ألعاب «الأكشن».
الضربات السحرية لكل سلاح تقوم بتأثير معين من صعق أو تجميد، وغالبًا فعّالة ضد الأعداء العاديين بشكل جيد، ومحدوديتها يجعلك تقنن استخدامها للظروف الملائمة.
تصميم الأعداء يبدوا بديعًا، حيويتهم عالية، وباختلاف أنواعهم يتغير فعلًا قتالك، وايضًا يظهر أن لدى المصممين مستوى عالي في مزج أنواع مختلفة منهم معًا. ايضًا لاختلاف البيئة وتضاريسها يختلف تمركزهم وذكائهم الاصطناعي، وذكائهم بالأصل جيد بمحاولة ردعك من كسرهم قدر المستطاع.
ولو أن التحكم الحر الجديد سهَّل عملية تفاديهم والهرب، لكن يبقى هناك عاقبة تؤثر على نقاط التطوير مما سيدفعك لقتالهم. مع ذلك لا يبرر ألا يضيفوا خيارًا للعب بنظام الحركة القديم المحدود، والشائع باسم «Heavy/Tank».
لعل هذا عتبي الأكبر على النسخة المحدثة، فالجوانب الأخرى تمت بامتياز من جعل تفعيل خاصية «Onimusha» اختيارية (مما أضاف عنصر إداري)، أو إمكانية تبديل الاسلحة في أرض المعركة (ولو أن الزر خلف ذلك ليس الأفضل). عدى عن الجوانب الأخرى من تحسين خلفيات بشكل رائع ولا يفسد التوجه الفني، أو حتى إضافة اللغة العربية بالكامل.
جهود كبيرة يشكرون عليها «كابكوم» العربية، صحيح أن التعريب لم يكن احترافيًا واقعًا، وبه ركاكة بالترجمة، لكنه يؤدي الغرض باللعب، ونحثهم على تعريب باقي إرثهم مثل «Ace Attorney» وغيرها، وايضًا الاستعانة بمترجمين محترفين مثلما رأيت من بيتا «Monster Hunter Wild» التي لو لم أكن مخطئًا كانت ممتازة.
المناطق مصممة بتميز عالي وثري بمحتواها من استكشاف، وألغاز، ورتم موزون، ومكافآت تستحق. ممتازة جدًا من هذه الناحية.
القصة… لعلها تتحسن ولو “قليلًا” إن تقدمت، فما رأيته مبدأيًا غير مبشر نهائيًا من جودة الشخصيات، والحوارات، والأحداث، وأقرب لكونها قصة كوميدية، وللأسف ليس كوميديا تبهرك بجودتها الفكاهية، إنما كوميديا من سوء كتابتها وغبائها الذي يذكرني ببعض أجزاء «ريزدنت إيفل».
مع أن إخراجها، وألحانها، وتصميم الشخصيات ليس سيء أبدًا، وفيه مزايا، لكن مستواها في الحضيض كتابيًا.
الألحان عمومًا والهندسة الصوتية معتنى بها وتخدم اللعب والقتالات بشكل كبير، كما هو الحال مع الهندسة البصرية، باستثناء مشكلة أخرى قاتلة ايضًا، وهي تحجب رؤية اللاعب عندما يصبح أمامه أي جسم يعيقه، ومع الكاميرا تصبح مشكلة بصرية كبيرة وعائق قد يواجه أي شخص يود الخوض بهذه التجربة الممتازة. (خصوصًا اللاعبين الجدد)
مبدأيًا، تتمتع «Onimusha 2» بتجربة «أكشن» ممتازة رايتها تصميم الأعداء الفاخر، بصرياتها وصوتياتها بجوها العليل تفيد اللعب، يعيبها مشكلة عويصة بجانب الكاميرا قد تكون حاجز الكثير عن التلذذ بكامن الجودة الأخرى، أما قصتها فهي كالمهرج بين الجنود. نتوقع رقي أعلى للجودة مع التقدم، ونستبعد تحسن القصة أو الكاميرا للأسف.